هل يمكن تجاهُل تأثير الموقف القطري الرافض للتطبيع مع النظام السوري؟

هل يمكن تجاهُل تأثير الموقف القطري الرافض للتطبيع مع النظام السوري؟

هل يمكن تجاهُل تأثير الموقف القطري الرافض للتطبيع مع النظام السوري؟

 

نداء بوست- آلاء عوض

عرقلت قطر ومعها المغرب ومصر والكويت مساعي الجزائر العام الماضي لإعادة النظام إلى الجامعة العربية ويبدو أن الجهود تتكرر مع القمة العربية القادمة وتقودها هذه المرة السعودية التي كانت من الدول الرافضة للتطبيع مع النظام أو على الأقل لم تشجع عليه.

ويعقد وزراء مجلس التعاون الخليجي اليوم الجمعة اجتماعاً إلى جانب مصر والأردن والعراق في جدة يناقش سُبُل دعوة النظام إلى القمة العربية في الرياض في منتصف الشهر المقبل، وسط أنباء عن دعوة وزير خارجية النظام إلى الاجتماع.

وتصطدم الجهود السعودية بالرفض العربي الذي تقوده قطر صاحبة أكثر المواقف تشدداً تجاه النظام، حيث استبق رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الاجتماع بساعات ليعبر صراحة عن رفض بلاده لعودة النظام.

وقال الشيخ محمد، خلال لقاء مع تلفزيون قطر الرسمي: "قرارنا أننا لن نتخذ أيَّ خطوة للتطبيع مع النظام السوري من دون خُطوات جادة في مَسار الحل السياسي".

وأضاف أن كل دولة "لها قرارها السيادي بشأن التطبيع مع نظام الأسد"، مشيراً إلى أن موقف دولة قطر من النظام السوري "واضح". وحول عودة النظام إلى جامعة الدول العربية قال رئيس الوزراء: إن "عودته مجرّد تكهنات".

وبعد الدعوة لاجتماع جدة مباشرةً خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء، وصرح أن موقف بلاده لم يتغير تجاه قرار عودة النظام إلى جامعة الدول العربية.

وأضاف أن "الأسباب التي دعت إلى تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية لا تزال قائمة"، والأطراف المشاركة في اجتماع جدة المرتقب ستتبادل وجهات النظر حول تجميد عضوية النظام وإمكانية عودته إليها.

وتسعى السعودية إلى ضمان عدم اعتراض قطر على عودة النظام إلى الجامعة العربية في حال طُرح الموضوع للتصويت بحسب دبلوماسي عربي صرح لوكالة الأنباء الفرنسية يوم الخميس.

ونقلت الوكالة عن المصدر ذاته قوله: إن السعودية تقود جهود إعادة النظام إلى الجامعة بشكل كامل، ولكن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.

وبحسب الوكالة فإن هناك "احتمالاً" لحضور فيصل المقداد، الذي وصل إلى السعودية الأربعاء والتقى وزير الخارجية فيصل بن فرحان، للاجتماع في جدة "لعرض وجهة النظر السورية".

https://nedaa-post.com/%d8%b1%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%86-%d9%8a%d9%82%d8%aa%d8%b1%d8%ad-%d8%a5%d9%86%d8%b4%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a/

خطة أردنية لحل سياسي في سورية

وسيناقش الاجتماع بحسب وكالة "رويترز "خطة سلام عربية مشتركة يقدمها الأردن "يمكن أن تنهي العواقب المدمرة للأزمة السورية"، أساسها مبادرة "خطوة مقابل خطوة".

ونقلت الوكالة عن مسؤول أردني كبير مطلع، قوله إن الخطة "ستناقش إطلاق دور عربي رائد، بعد سنوات من الجهود الدولية الفاشلة لحل الصراع".

وأضاف أن "المملكة اقترحت تشكيل مجموعة عربية تخاطب النظام السوري بشكل مباشر بشأن خطة مفصلة لإنهاء الصراع"، مشيرا أن "خطة الطريق تفصيلية وتتناول كل القضايا الرئيسية لحل الأزمة، حتى تتمكن سورية من استعادة دورها في المنطقة والعودة إلى جامعة الدول العربية".

وذكر المسؤول الأردني أن بلاده "أطلعت الولايات المتحدة ودولاً أوروبية كبرى على الخطة"، مضيفاً أن "القضية الرئيسية التي يتعين معالجتها هي عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من سورية، وكثير منهم يخشى الانتقام إذا عادوا، بالإضافة إلى مصالحة وطنية، والكشف عن مصير عشرات الآلاف من المفقودين".

وفي ضوء هذه المعطيات يقول عبد الوهاب عاصي الباحث في مركز "جسور للدراسات" لـ "نداء بوست": يبدو أنّ قطر اتخذت موقفها النهائي تجاه إنهاء تعليق عضوية النظام السوري في الجامعة العربية استباقاً لقمة مجلس التعاون التي ستناقش هذا الموضوع وتخرج برؤية مشتركة.

مضيفاً: "لا شك أنه ما لم يتوفّر الإجماع فإنّ ذلك يعني عدم حضور بشار الأسد القمة أو عودة مقعد سورية للنظام، مثلما ينص على ذلك ميثاق الجامعة العربية. لكن في حال تم اللجوء إلى اتخاذ قرارات بالأكثرية فإنّها ستكون ملزمة فقط لمن يقبلها، بمعنى أنّ عملية التطبيع ستستمر بين الدول المنخرطة في المسار".

ولفت عاصي أنه ما سبق لا يعني عدم قبول قطر والمغرب والكويت بعودة الدور العربي للانخراط في معالجة الأزمة السورية وبالتالي احتمال الموافقة على أي قرار يطرح مبادرة عربية للسلام والحل وقد تكون هذه الصيغة مرضية للسعودية ودول أخرى، وستبقى بعض الشروط عائقاً أمام التوصل لصيغة نهائية مثل إدراج القرار 2254 (2015) بأي مقترح للحل.

أما بالنسبة للدعم الأمريكي وإمكانية أن يكون له دور في ثبات بعض الدول على موقفها من عدم عودة النظام إلى الجامعة فقال عاصي: "إنّ الدول التي ما تزال تحافظ على موقفها الرافض لتطبيع العلاقات مع النظام فلها أسبابها ومصالحها الخاصة والتي قد تكون متباينة، لكن هذا لا ينفي وجود مشاورات مع الولايات المتحدة عزّزت من تمسُّكهم بقراراتهم أو على أقل تقدير عدم رغبة واستعداد هذه الدول في اللجوء إلى سياسات مناكفة لأمريكا على غرار التحدي السعودي والإماراتي".

 

https://nedaa-post.com/%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d9%8d-%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a5%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%b9-%d9%82%d8%b7%d8%b1-%d8%a8%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد