هل يتعثر مسار التقارب التركي مع نظام الأسد؟
نداء بوست-خاص -إسطنبول
لا تزال الأمور أكثر تعقيداً في تصورات الأطراف على طاولة موسكو الرباعية تعود الاجتماعات الوزارية والاستخباراتية قبيل اجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد، حيث استضافت العاصمة الروسية اليوم الثلاثاء وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ونظيره الروسي ووزير دفاع النظام السوري في أجواء وصفت بالإيجابية.
يذكر أن الاجتماع الثاني بعد اجتماع موسكو الذي جرى في تاريخ 28 كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي لاستكمال مفاوضات التطبيع التركي مع النظام لكن بعد دخول إيران كطرف رابع في مسار التقارب مع نظام الأسد.
ووفق ما ذكرت وزارة الدفاع التركية فإنه تمت مناقشة الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها في مجال تطبيع العلاقات التركية مع النظام خلال الاجتماع الرباعي في موسكو.
وفي السياق ذاته، وبعد ساعات قليلة من تصريحات أدلت بها وزارة الدفاع التركية عن أن المحادثات كانت إيجابية، تقول صحيفة "الوطن" الموالية نقلاً عن مصدر في النظام: إن لا صحة للبيان الذي بثته الدفاع التركية والتي تتحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية".
https://nedaa-post.com/?p=59920
التطبيع التركي مع النظام
ربما يبدو المشهد مرة أخرى أكثر تعقيداً في شروط واضحة وضعتها تركيا للنظام السوري تنص على إعادة اللاجئين إلى مناطق آمنة والتأكيد على عملية إحلال السلام ومكافحة الإرهاب من خطر التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على الأمن القومي التركي، وفي المقابل يطلب النظام انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وهذا ما لم تقبله أنقرة بحسب ما جاء على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأسبوع الماضي مؤكداً على أن تركيا لن تتخلى عن موقفها تجاه اللاجئين السوريين وللمعارضة السورية رغبة بتحريك الملف السوري لإيجاد حل للأزمة التي ألقت بثقلها على الدول المعنية بحضور الاجتماع الرباعي إيران روسيا وتركيا على حد تعبيره.
الاجتماع الرباعي
لكن في المقابل يواجه ملف التطبيع التركي مع النظام السوري ضغوطات إيرانية لاستثمار الملف السوري لتعزيز نفوذها في سورية لا سيما بعد سلسلة الهجمات الإسرائيلية التي طالت مواقعها في الآونة الأخيرة.
يرى العميد الركن أحمد رحال في حديثه لنداء بوست، أن الشروط الصعبة هي تعقيد المرجعيات أي أن مرجعية نظام الأسد للتطبيع مع تركيا هي ليست مرجعية روسية هي مرجعية إيرانية لذلك كل المحاولات لم تأتِ بأي نتائج حقيقية إلى الآن".
وأضاف رحال: إيران لا مصلحة لها بتطبيع تركي مع النظام على طريقة موسكو أو على بوابة موسكو إنما إيران تريد أن تستثمر الملف السوري بعلاقتها مع العرب أولاً تطبيع عربي ثم تطبيع تركي لذلك هي من يقود هذا الملف تحديداً تسعى لبعثرة مسار المفاوضات مع تركيا وتحاول أن تقربه مع الدول العربية لكن رفع الأسقف هي تصريحات لا معنى لها ". على حد تعبيره
كما يشير رحال إلى أن النظام السوري يعلم جيداً أن تركيا لن تنسحب من الأراضي السورية ولن تقوم بجدولة هذا الانسحاب ولن تقوم بتقديم تضحيات لسبع سنوات من دخولها إلى سورية لكن الانتخابات التركية المقبلة ربما هي من يحدد أو يغير كل المعطيات الموجودة".
اللاجئون السوريون
رغم طمأنة تركيا السوريين المقيمين على أراضيها من أي متغيرات قد يحدثها مسار التطبيع مع نظام الأسد إلى أن السعي المستمر وتدرج مستوى التقارب التركي مع النظام ووصفه بأنه حوار "بناء" يثير القلق تزامناً مع تطبيع عربي مكثف حدث في الأيام الماضية بغرض فك العزلة عن النظام وإعادته إلى المحيط العربي تمهيداً لعودته إلى الجامعة العربية وحضوره قمة الرياض كما يقول البعض.
https://nedaa-post.com/?p=69843