هجمات تستهدف حصادات القمح بمنطقة السخنة بريف حمص الشرقي
أقدمت مجموعة من المسلحين مجهولي الهُوِيّة على استهداف ثلاث حصادات زراعية أثناء قيامها بالعمل على جني محصول القمح والشعير ضمن الأراضي الزراعية (البور) بمنطقة السخنة بريف حمص الشرقي ما تسبب باحتراق حصادتين وإصابة خمسة من العمال المتواجدين بالمكان.
مراسل ‘‘نداء بوست’’ في حمص قال: إن الحصادات التي تواجدت ضِمن أراضي (البور) تعمل لصالح الحاج هويدي أحد أبرز الشخصيات المقربة من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني الذي فرض هيمنته على المنطقة بشكل شِبه تام منذ منتصف العام الماضي، الأمر الذي أتاح للهويدي استغلال قربه من قيادة ميليشيا الحرس الثوري والعمل على ضمّ مئات الدونمات الزراعية لصالحه الشخصي.
هجمات من قبل المليشيات الإيرانية
ونقل مراسلنا عن أحد أبناء مدينة السخنة تأكيده قيام الحاج هويدي بالوشاية على الأهالي الذين ساندوا الفصائل السورية المعارضة إبان سيطرتهم على المنطقة بين العامين 2012-2014 الأمر الذي دفع بعناصر الميليشيات الإيرانية لملاحقتهم برفقة عناصر قوات النظام المتواجدة في المنطقة بتهمة (التعامل مع منظمات إرهابية) الأمر الذي منحه فرصة للتقرب من مركز القرار بالمنطقة واستغلال تلك العلاقة لما يخدم مصالحه الشخصية.
ولفت المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هُوِيّته -لأسباب تتعلق بالسلامة- إلى أن الهويدي عمل على تجنيد عشرات الشبان من أبناء المنطقة للانخراط في صفوف ميليشيات موالية لإيران، قبل أن يبدأ مجدداً بملاحقة الأشخاص الذين قرروا العودة إلى منازلهم قادمين من مخيم الركبان الحدودي، الأمر الذي أتاح له بالمقابل وضع يده على مساحات واسعة من ممتلكات أبناء المنطقة (الأراضي الزراعية البور) وزراعتها بموسمي القمح والشعير واقتسام أرباحها مع قيادات من ميليشيا "لواء فاطميون" المدعومة من قِبل الحرس الثوري الإيراني.
الهجوم الثاني من نوعه
في سياق متصل، أشار مراسلنا إلى أن الهجوم الذي استهدف حصادات القمح يُعتبر الثاني من نوعه في المنطقة حيث تم استهداف حصادتين منتصف الشهر الماضي واللتان تعود ملكيتهما لأشخاص مدنيين من ريف حمص الشمالي، وتم التعاقد معهم من قبل الحاج هويدي مقابل مبالغ مالية مغرية فضلاً عن تأمين الحماية اللازمة للعمال.
وبالوقت الذي تسعى وسائل إعلامية موالية لنظام الأسد لاتهام عناصر تنظيم الدولة بالوقوف راء الهجوم على العمال والحصادات، إلا أن شريحة واسعة من أبناء المنطقة رجّحوا وقوف أصحاب الأراضي التي انتزعت منهم عنوة على يد الحاج هويدي وراء عمليات الاستهداف كنوع من الانتقام على سلب أرزاقهم.
يُذكر أن منطقة السخنة تضم مئات الدونمات الزراعية المهيأة لزراعة مواسم القمح والشعير البعلية نظراً لعدم وجود أقنية ري لتخديم المنطقة، إلا أن ملاحقة أصحاب الأراضي الزراعية من أبناء المنطقة حال دون استمرار عملهم، الأمر الذي أتاح بدوره الفرصة أمام المتنفذين بالقرار والمقربين من الميليشيات الإيرانية لوضع أيديهم عليها واستغلال مساحات واسعة منها لصالحهم الشخصي.