نداء بوست" يكشف عن اقتتال بين مجموعات مخدرات تابعة لنظام الأسد.. والأخير يتذرع بداعش!
كشفت مصادر خاصة لموقع "نداء بوست" عن اقتتال جرى بين مجموعتين تابعتين لأفرع النظام الأمنية، تتاجران بالمخدرات لصالحه في محافظة درعا جنوب سورية.
وجرت الاشتباكات بينهما نتيجة خلاف على شحنة مخدرات، حيث إن المجموعة التي خسرت المعركة تم تصنيفها على أنها مجموعة تابعة لتنظيم داعش من قِبل النظام.
وبحسب المصادر فإن المجموعة المنتصرة التي استطاعت الحفاظ على شحنة المخدرات تم تصنيفها على أنها من "الجيش العربي السوري" والقوات المسلحة التابعة لجيش الأسد.
وأضافت مصادر "نداء بوست" أنه منذ الليلة الماضية تشيع الأجهزة الأمنية أن الاشتباك ناجم عن هجوم مجموعة من تنظيم "داعش" على نقطة عسكرية، وتنشر صوراً للقتلى المفترضين من (داعش). لكن هؤلاء القتلى معروفون، وهم أبو عناد الجميلي، واثنان من آل دحبور، والثالث من آل البصيلة، وسجلاتهم عند العميد لؤي العلي في فرع درعا، وطبعاً عند الحاجة الإعلامية يتحولون إلى (دواعش)".
وأكدت مصادرنا أن الاشتباك في البادية السورية الليلة الماضية اندلع بين مجموعتين خاضعتين لاتفاق التسوية مع الأجهزة الأمنية، الأولى يقودها أبو عناد الجميلي الذي كان يقيم في منطقة جبيب بريف درعا، والمتهم بعمليات خطف وسلب وتجارة مخدرات، (كان يتبع المعارضة المسلحة في درعا قبل تسوية ٢٠١٨)، والثانية يقودها أبو خلف هلال الجميلي المعروف بعبسة، (كان يتبع جيش أسود الشرقية وانشق من قاعدة التنف عام 2019 ليلتحق بالمخابرات العسكرية).
ولفتت إلى أنه بشكل مفاجئ، شنّت الليلة الماضية مجموعة أبو عناد هجوماً على مجموعة عبسة في منطقة جليغم التي تبعد حوالَيْ 100 كم شرقي محافظة السويداء، فاندلعت اشتباكات أدت لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، منهم أبو عناد وثلاثة من أفراد مجموعته والسبب: محاولة أبو عناد سلب شحنة مخدرات كبيرة (1 طن) من مجموعة عبسة.
ريان معروف مدير شبكة السويداء 24 قال لموقع "نداء بوست": إنه "لم نلاحظ اتخاذ النظام لأي إجراءات تهدف لمكافحة أو تقليص عمليات تهريب المخدرات، على العكس، لا تزال المليشيات المرتبطة بالنظام وخصوصاً المخابرات العسكرية، والفرقة الرابعة، مسؤولة بشكل مباشر عن عمليات التهريب جنوب سورية، وبالتالي النظام طرف واضح في مسألة التهريب، وليس طرفاً في مكافحتها حتى اليوم".
وأضاف في حديثه "في هذا الموسم كان هناك انخفاض لعمليات التهريب في منطقة جغرافية محددة، قياساً بالعام الماضي، وهي المنطقة الحدودية الواقعة جنوب محافظة السويداء، لعدة عوامل، منها عدم توفر أجواء مناسبة لعمليات التهريب التي تجري سيراً على الأقدام في هذه المنطقة، وتعتمد على طقس معين، -تحديداً الأجواء السديمية- إضافة إلى تشديد الأردن للإجراءات الأمنية على حدوده، وتعامل قواته المسلحة الصارم مع شبكات التهريب، حيث شهدت الحدود مقتل عشرات المهربين عام 2022 برصاص حرس الحدود الأردني، وهي حصيلة غير مسبوقة".
ولفت معروف "مع ذلك، اعتمد المهربون على منافذ وطرق بديلة، كما ارتفعت عمليات تهريب المخدرات عبر معبر نصيب بشكل ملفت، إذ باتت جماعات التهريب تستغل الحركة التجارية على معبر نصيب لتهريب المخدرات بشكل أكبر، أيضاً تزايدت عبر البادية السورية، وكان آخرها الليلة الماضية التي شهدت خلافاً على شحنة مخدرات بين مليشيات مرتبطة بالنظام السوري، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من أعضاء المليشيات".
عقوبات ضد النظام بسبب المخدرات
وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، الثلاثاء الماضي عقوبات على 12 شخصاً وشركتين يدعمون نظام الأسد بتجارة الكبتاغون المخدر وتربطهم علاقات وطيدة بحزب الله.
وشملت العقوبات راجي فلحوط قائد ميليشيا في السويداء ويستخدم مقر ميليشياته لتسهيل إنتاج الكبتاغون.
كما طالت العقوبات خالد قدور مدير مكتب ماهر الأسد المتورط في تهريب السجائر والهواتف المحمولة وتسهيل إنتاج الكبتاغون والاتجار به.
وشملت سامر كمال الأسد ابن عم بشار الذي يشرف على منشآت إنتاج الكبتاغون الرئيسية في اللاذقية ويمتلك مصنعاً لإنتاج الكبتاغون في القلمون.
واستهدفت كذلك وسيم بديع الأسد ابن عم بشار، قائد ميليشيا كتائب البعث وشخصية رئيسية في شبكة تهريب المخدرات الإقليمية.
كما طالت عماد أبو زريق ويقود الآن ميليشيا تابعة للمخابرات العسكرية، الذي لعب دوراً مهما في تمكين إنتاج المخدرات وتهريبها في جنوبي سورية.
ومن بين المعاقبين حسن محمد دقو مواطن وهو لبناني سوري، أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب "ملك الكبتاغون". وتم ربط دقو بعمليات تهريب المخدرات التي نفذتها الفرقة الرابعة بغطاء من حزب الله.
وشملت اللائحة نوح زعيتر وهو لبناني له علاقات وثيقة مع كل من الفرقة الرابعة وبعض أعضاء حزب الله. وهو تاجر أسلحة معروف ومهرب مخدرات ومطلوب حالياً من قِبل السلطات اللبنانية بتهمة تهريب المخدرات.
وعبد اللطيف حميد هو رجل أعمال بارز يستخدم مصانعه لتعبئة حبوب الكبتاغون وقد ارتبط بمصادرة الكبتاغون عام 2020 في ساليرنو بإيطاليا.
كذلك تضمنت مصطفى المسالمة، وهو قيادي لميليشيا في جنوب سورية. وميليشياته متورطة في إنتاج المخدرات وهو متورط في اغتيال معارضي النظام السوري.
وضمت اللائحة طاهر الكيالي، وهو رجل أعمال له صلات بصناعة الكبتاغون. ارتبط اسمه بعدة شحنات من الكبتاغون، بما في ذلك في أوروبا.
وعامر خيتي، وهو سياسي سوري يدير ويسيطر على العديد من الشركات في سورية التي تسهل إنتاج وتهريب المخدرات، بما في ذلك الكبتاغون.
ومحمد شاليش وهو منخرط في قطاع الشحن في معاقل النظام وتم ربطه بشحنات الكبتاغون التي غادرت ميناء اللاذقية.
أما الشركات المشمولة بالعقوبات فهي شركة حسن دقو للتجارة ومؤسسة الإسراء للاستيراد والتصدير.
وبحسب بيان الخزانة الأمريكية، فإنه سيتم حظر جميع ممتلكات ومصالح هؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة، كما تُحظر أي كيانات مملوكة، بشكل مباشر أو غير مباشر، من قِبل شخص أو أكثر من الأشخاص المحظورين.
كذلك فإن الأشخاص الذين ينخرطون في معاملات مع الأشخاص المحدَّدين قد يتعرضون هم أنفسهم لعقوبات. كذلك فإن أي مؤسسة مالية أجنبية تُسهّل عن عمد أو تُقدّم خدمات مالية لأي من الأسماء المذكورة، قد تخضع لعقوبات الولايات المتحدة.