منسقو استجابة سورية" يحذر من تراجُع الدعم الأممي ودوره في إحداث مجاعة شمال سورية
بدأ برنامج الأغذية العالمي WFP إجراءات تخفيض مساعدة 2.5 مليون مستفيد في سورية من أصل 5.5 مليون مستفيد من عمليات البرنامج ، وهو أكبر عملية تخفيض يقوم بها البرنامج على مستوى سورية منذ سنوات.
وأعرب فريق منسقو استجابة سورية في بيان عن أسفه الشديد حول التخفيض الجديد وهو أمر قد حذر منه سابقاً.
عدم تناسب التخفيض مع الاحتياجات الإنسانية
وأكد أن التخفيض الأخير، لا يتناسب مع تقييم الاحتياجات الإنسانية في سورية وسيدفع مئات الآلاف من المدنيين إلى مستويات جديدة من الفقر والجوع ، عدا العجز الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية والذي وصل إلى مستويات قياسية.
وقال الفريق: إن قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش يتحمل المسؤولية الكاملة عن التخفيض، إضافة إلى برنامج الأغذية العالمي WFP الذي لم يستطع أن يوازن بين الاحتياجات الفعلية وأسعار المواد والسلع الغذائية في السوق المحلية بذريعة ضعف التمويل، والذي يطرح تساؤلات عديدة عن مدى فعالية مؤتمرات المانحين، ومعرفة أين تذهب أموال التبرعات المقدمة باسم السوريين.
وحذر الفريق كافة الجهات الإنسانية من استمرار عمليات التخفيض في المساعدات الإنسانية.
مجاعة كبرى
كما حذر من الانزلاق إلى مجاعة كبرى لا يمكن السيطرة عليها، كما طلب من كافة الجهات الدولية العمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين.
وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في شمال غرب سورية وعدم قدرة الآلاف من المدنيين تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، إضافة إلى المناطق الأخرى التي يسيطر عليها النظام السوري.
كما جدد الفريق المطالبات بضرورة إجراء عمليات تدقيق واسعة في مناطق النظام السوري الذي يمول الآلة العسكرية بشكل هائل من مساعدات الأمم المتحدة عبر شركاء معتمدين من النظام السوري (الهلال الأحمر السوري، الأمانة السورية للتنمية).
https://twitter.com/WFP/status/1668646132010958848?t=ZVTWfvzu0LZTLwHoiDlkcw&s=19
بدوره، أرجع البرنامج الأممي التوقف لما أسماها "أزمة تمويل غير مسبوقة في سورية".
وقال البرنامج في بيان أمس الثلاثاء: "بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى، اتخذ برنامج الأغذية العالمي قراراً بتوسيع الموارد المحدودة للغاية من خلال إعطاء الأولوية لـ 3 ملايين سوري غير قادرين على البقاء من أسبوع إلى آخر دون مساعدة غذائية، بدلاً من مواصلة المساعدة لـ 5.5 مليون شخص ونفاد الطعام تماماً بحلول شهر تشرين الأول القادم.
وقال كين كروسلي ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في سورية: "بدلاً من التوسع أو حتى مواكبة الاحتياجات المتزايدة، فإننا نواجه السيناريو القاتم المتمثل في سحب المساعدة من الناس، في الوقت الذي هم في أمسّ الحاجة إليها".
أزمة التمويل
وقبل أيام، أعلن "برنامج الأغذية العالمي"، في تقرير أن نقص التمويل سيُجبره على قطع مساعداته عن نحو 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء سورية، بدءاً من الشهر المقبل.
وأشار التقرير إلى أنه يحتاج إلى ما لا يقل عن 180 مليون دولار أمريكي، للحفاظ على المساعدة الغذائية الطارئة عند المستويات الحالية.
ولفت التقرير إلى ارتفاع سعر سلة المواد الغذائية المرجعية القياسية في سورية، بنسبة 10% في الربع الأول من العام الحالي، وبات حالياً يعادل أربعة أضعاف متوسط أجر معلم المدرسة.