مصدر قلق كبير.. ما تعليق الولايات المتحدة على زيارة رئيسي إلى دمشق؟

مصدر قلق كبير.. ما تعليق الولايات المتحدة على زيارة رئيسي إلى دمشق؟

حذرت وزارة الخارجية الأميركية، من توثيق العلاقات بين دمشق وطهران، وأكدت أن ذلك يجب أن يكون "مصدر قلق كبير، ليس لحلفاء الولايات المتحدة ودول المنطقة فحسب، لكن للعالم أجمع".

وتعليقاً على زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل: إن "واشنطن أوضحت لشركائها أنها لا تدعم تطبيع العلاقات مع دمشق".

بدوره، تحدث مركز "جسور للدراسات" عن دوافع ودلالات زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ عام 2010.

وأشار المركز في تقرير نشره اليوم الخميس إلى أن هذه الزيارة كانت مقررة نهاية العام الماضي، وتم تأجيلها إلى مطلع العام الجاري، ومن ثم تم تأجيلها عقب انخراط إيران في مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري.

ولفت المركز إلى أنّ زيارة رئيسي إلى دمشق تتزامن مع انطلاق زخم جديد لمسار التطبيع العربي مع النظام بعد تحسن العلاقات السعودية الإيرانية؛ وبروز مبادرات جديدة للحل في سورية بعد اجتماعي جدّة وعمّان.
وعن تلك المبادرات قال المركز: إنها "رغم تباينها فهي تعكس نسبياً موقف إيران من التسوية في البلاد، والذي لا يتطابق مع العملية السياسية المعطّلة في جنيف ولا مع قرارات الأمم المتحدة".

أهداف زيارة رئيسي إلى دمشق

رأى مركز "جسور" أن إيران تجد في هذه الزيارة "فرصة مناسبة" لدعم موقف النظام المتشدّد إزاء التعامل مع مبادرات الحل الجديدة.

وينطبق هذا الأمر على جميع القضايا؛ فسياسياً -يقول المركز- إن النظام يعمل على فرض المبادئ الوطنية على أي مضامين دستورية ويجعلها شرطاً لاستئناف أعمال اللجنة الدستورية، ويحرص على استمرار التفلّت من القرار 2254.

عسكريّاً، يشترط النظام على تركيا سحب قواتها بشكل كامل من سورية ورفع الدعم عن الفصائل المعارضة.

قيمة زيارة رئيسي إلى دمشق

يوضح المركز أنه في السابق لم تكن لزيارة أي رئيس إيراني إلى دمشق تحمل أي قيمة أو جدوى سياسية فعلية، بسبب العزلة الدولية المفروضة على النظام، والتي تُقوّض أي جهود لتحويل النفوذ الذي حقّقته إيران إلى مكاسب حقيقية.

أما في الوقت الراهن، يوضح المركز أن الزيارة جاءت تزامناً مع تراجع جزئي في تلك العزلة، على المستوى الدبلوماسي على أقل تقدير، خاصة مع استمرار عمليات التطبيع التي انخرطت فيها معظم الدول العربية وتركيا وبعض الدول الأوروبية.

دلالات الزيارة

أشار المركز إلى أن زيارة رئيسي سبقها إجراء وفد إيراني اقتصادي إلى دمشق، وعقد مباحثات مع النظام السوري حول الديون والنقل البحري والاستثمار وعدد من القضايا الأخرى.

واعتبر أنّ إيران تعمل على استكمال البيئة القانونية لنفوذها الاقتصادي في سورية، عبر توقيع مزيد من الاتفاقيات والحصول على تعهدات تضمن لها تحصيل المكاسب والتعويضات خلال مرحلة إعادة الإعمار والتعافي المبكّر، والتي تتوقّع إيران أن تشهد دعماً قوياً خلال الفترة القادمة.

كما أكد أن حضور وزير الدفاع وشخصيات عسكرية في الوفد المرافق للرئيس الإيراني يشير إلى وجود جانب عسكري للزيارة يتمثل بعقد اتفاقيات تقوم على الاتفاقيات الموقعة سابقاً مع النظام.

وتهدف إيران إلى زيادة نفوذها بالسيطرة على قرار المؤسسة العسكرية بما في ذلك مجالات التدريب والتسليح ومعالجة مسألة الميليشيات على غرار الحشد الشعبي في العراق، بشكل يضمن تأسيس جيش داخل جيش، وفقاً للمركز.

وبحسب التقرير فإن زيارة رئيسي إلى سورية تحمل دلالات سياسية وعسكرية أكثر مما هي اقتصادية، حيث إن إيران تريد إيصال رسالة لكل الفاعلين الدوليين والإقليميين بما فيهم إسرائيل على غرار ما حملته زيارة أحمدي نجاد إلى دمشق عام 2010 والتي جاءت بعد انتهاء حرب غزة عام 2008 وحرب جنوب لبنان 2006.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد