مركز جسور للدراسات: 3 تداعيات لحراك السويداء ضد النظام السوري

مركز جسور للدراسات: 3 تداعيات لحراك السويداء ضد النظام السوري

حدد مركز جسور للدراسات ثلاثة تداعيات للحراك الشعبي الذي تشهده محافظة السويداء ضد النظام السوري سياسياً وعسكرياً واجتماعياً.

ونشر المركز يوم أمس الأربعاء تقريراً تحدث فيه عن المظاهرات الأخيرة في السويداء، والتي بدأها عدد من سائقي الشاحنات في 16 آب/ الجاري، احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات.

حراك "نوعي" في السويداء

أشار المركز إلى السقف المرتفع للاحتجاجات واستهدافها رموز النظام، وأنها تختلف عن سابقاتها بأنها تحمل دعوات مستمرة لإسقاط النظام.

كما لفت إلى دعم الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين لهذا الحراك، وتأييدها لكافة مطالب المحتجين، وإنكارها للاتفاقيات التي أبرمها النظام مع روسيا وإيران.

كما أشار إلى أن هذا الحراك حظي بدعم من حركة رجال الكرامة، مشيراً إلى احتمالية أن تدعمها بقية المجموعات المحلية المسلحة.

لكن المركز اعتبر أن دعم الفصائل المحلية للاحتجاجات لا يعني التلويح باستخدام القوّة ضد النظام أو الدخول في مواجهة معه، خاصة أن الحراك أكد عدم قبول العنف كوسيلة للحل.

تأثير مظاهرات السويداء على النظام السوري

يرى المركز أن هذه المظاهرات تشكل أزمة كبيرة بالنسبة للنظام، وليس مجرد تحدٍّ أمني.

وأوضح بالقول: إن هذه الاحتجاجات هي "الأوسع نطاقاً والأعلى صوتاً، وتتزامن مع استياء شعبي في الساحل السوري، واستمرار انهيار الليرة".

كما تتزامن مع غياب بوادر الحل من الخارج، وتراجع آمال النظام في الحصول على تمويل عربي، واحتمال توقف مشاريع التعافي المبكر؛ بسبب عدم الاتفاق على تجديد آلية دخول المساعدات الإنسانية إلى سورية.

3 تداعيات

أوضح التقرير أن استمرار الاحتجاجات وتوسُّعها أكثر في المحافظة سيؤثر على النظام سياسياً واجتماعياً وعسكرياً.

وأول تلك التداعيات هي "استمرار تآكل دعاية النظام في حماية الأقليات وحرمانه من استخدامها في سياقات داخلية وخارجية.

وأما التأثير الثاني فهو إعادة الدول العربية التي بدأت التطبيع مع النظام إلى المربع الأول قبل بدء المسار.

وبحسب المركز فإن احتجاجات السويداء تظهر أن الاستقرار فيها وهمي ومبني على استخدام القوة، وهذا ينطبق على بقية مناطق سيطرة النظام.

ويتمثل التأثير الثالث بتشجيع السكان في مناطق سيطرة النظام على الالتحاق بموجة الاحتجاجات، خاصة المحافظات الهشة أمنياً مثل درعا وريف دمشق وريف حمص الشمالي.

كما أن هذه الاحتجاجات من الممكن أن تؤدي إلى توسيع الاستياء الشعبي في الساحل وتحويله إلى مظاهر احتجاج عبر الإضراب أو العصيان والاعتصام، خصوصاً مع عدم قدرة النظام على تجاوز الأزمة الاقتصادية والسياسية.

كيف سيتعامل النظام السوري مع حراك السويداء؟

لا يستبعد المركز أن يلجأ النظام السوري لمواجهة الحراك في السويداء إلى التلويح باستخدام القوة ضد أبناء المحافظة.

واستدل على ذلك بالتعزيزات العسكرية التي حشدتها قوات النظام في المؤسسة العامة للمياه.

كما أن المركز لم يستعبد أن يمنح النظام أبناء المنطقة بعض الامتيازات؛ كالكتاب الذي وجهته وزارة الداخلية إلى قادة الشرطة في المحافظات، ويطلب منهم عدم توقيف أي شخص من السويداء، إلا في حالات الجرم المشهود.

الجدير بالذكر أن المركز اعتبر أن الحراك في السويداء قد لا يؤدي إلى تحويل مطالب إسقاط النظام إلى أفعال على أرض الواقع، نظراً لتشابك المصالح المحلية والإقليمية والدولية، واحتمال تأخر أو عدم صدور أي موقف من الدول الفاعلة تجاه ما يجري.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد