مجلس الأمن يناقش اليوم الأوضاع في سورية، ومصير قرار المساعدات الإنسانية على المحكّ

مجلس الأمن يناقش اليوم الأوضاع في سورية، ومصير قرار المساعدات الإنسانية على المحكّ

يعقد مجلس الأمن اليوم الخميس جلسة لمناقشة الأوضاع السياسية والإنسانية في سورية، وسيكون هذا هو الاجتماع الأخير للمجلس قبل انتهاء صلاحية قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود رقم 2672 في 10 تموز / يوليو القادم.

وفق التقرير الصادر عن مجلس الأمن حول جدول أعمال الجلسة، فإنه لا جديد في جعبة المبعوث الأممي الخاص "جير بيدرسون" سوى متابعة طلب دعم نهج "خطوة بخطوة"، وطلب تسهيل العقبات أمام استئناف مباحثات اللجنة الدستورية التي توقفت قبل ما يزيد على عام بسبب منع روسيا وفد النظام السوري من الحضور إلى جنيف إلا بعد تلبية الشروط الروسية في رفع بعض القيود المفروضة من الاتحاد الأوربي على الوفد الروسي على خلفية الحرب على أوكرانيا.

مشاريع التعافي المبكر

الأهم في جلسة اليوم هو إحاطة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية "مارتن غريفيث" العائد من دمشق بعد اجتماعه برئيس النظام السوري، الذي ركّز وفق "غريفيث" على القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وتوسيع نطاق مشاريع التعافي المبكر، وسيستعرض "غريفيث" في إحاطته تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن تنفيذ قرار المساعدات الإنسانية 2672.

وحول تمديد قرار المساعدات الإنسانية قال الباحث في مركز جسور للدراسات "رياض الحسن"  دأبت روسيا على استخدام الفيتو أحياناً ضد تمديد قرار المساعدات الإنسانية، واكتفت أحياناً أخرى بالتهديد باستخدامه لتغيير بعض بنوده، وهي نجحت في ذلك بحيث وصلت إلى إغلاق 3 معابر حدودية، وأبقت على معبر وحيد هو باب الهوى، كما استطاعت فرض إدخال مشاريع التعافي المبكر في ثنايا القرار، وفي كلتا الحالتين كانت تعود في النهاية للموافقة على تمديده، لكن الأمر مختلف هذه المرة، فعدم تجديد العمل بالقرار 2672 في جلسة 10 تموز/ يوليو القادم موعد نهاية العمل به لا يعني وقف دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل كما كان الحال سابقاً، وروسيا قد تكون مستعدة للمواجهة بوجود معبرين آخرين هما باب السلامة والراعي مفتوحين بإذن من رئيس النظام السوري إلى 13 آب/ أغسطس القادم، وأن دخول المساعدات عبرهما يتفق مع المبادئ التوجيهية للمساعدات الإنسانية، ولا يخرق سيادة النظام السوري.

مفاوضات الحل السياسي

وحول آثار هذه المواجهة المتوقعة قال الحسن في حديث لموقع "نداء بوست" إن: القرار 2254 (2015) الذي هو أساس المفاوضات حول الحل السياسي كانت معظم عناصره قد خرجت في مراحل سابقة من يد المبعوث الخاص، فعناصر بنود بناء الثقة مثل وقف إطلاق النار، ومناقشة قضية المعتقلين، انتقلت إلى مسار أستانا، كما توقف الحديث منذ فترة طويلة عن الحكم الانتقالي، ولم يبق من المسار السياسي سوى اللجنة الدستورية
وتابع الحسن: روسيا تعمل على إخراج الملف السوري برمّته من الأمم المتحدة، وبقي لها من ذلك وقف قرار المساعدات الإنسانية، ونقل اللجنة الدستورية خارج جنيف، وروسيا يبدو أنها تستغل موجة التطبيع مع النظام لتنفيذ خطتها، لكن من جانب آخر فإن الموقف الغربي ما يزال يعيق هذه التوجهات الروسية، ولا يبدو أن الدول الغربية ستقدم تنازلات لروسيا في المرحلة الحالية.

وختم الحسن بالقول: توقيت زيارة "غريفيث" يبين مخاوف الأمم المتحدة من عدم تمديد قرار المساعدات الإنسانية، وهو ما يبدو أن الدول المانحة قد تحضرت له ببحث إيجاد بدائل له في مؤتمر بروكسل، بما يحافظ على وصولها للمحتاجين لها، ويمنع النظام من السيطرة عليها وتوظيفها لصالحه.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد