“لوموند”: إعادة إعمار سورية موضوع ابتزاز جديد للديكتاتور بشار الأسد

“لوموند”: إعادة إعمار سورية موضوع ابتزاز جديد للديكتاتور بشار الأسد

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في تقرير لها، تحت عنوان “إعادة إعمار سورية موضوع ابتزاز جديد لبشار الأسد”: إن الديكتاتور السوري، بشار الأسد، العائد إلى اللعبة الدبلوماسية الإقليمية، يحاول استغلال رغبة جيرانه في إعادة إعمار البلاد لصالحه.

وأوردت الصحيفة أن بشار الأسد يسعى الآن، بعد خروجه من عزلته الإقليمية بفضل إعادة دمج سورية في جامعة الدول العربية في أيار الماضي، إلى جني ثمار إعادة تأهيله.

ويمتلك بشار الأسد مصدرين رئيسيين: تهريب الكبتاغون، "الأمفيتامين" الذي تغرق سورية به المنطقة؛ وعودة اللاجئين.

ووَفْق الصحيفة، يراهن النظام على مصلحة السعودية في استقرار سورية في خطتها لإعادة رسم التوازن الإقليمي.

وفي الوقت نفسه، العراب السعودي مقيّد بالعقوبات الغربية، لا سيما تلك التي فرضتها الولايات المتحدة منذ عام 2020 وفقاً لقانون “قيصر” الذي يمنع تمويل إعادة الإعمار.

واشنطن لم تغير موقفها

أكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تغير موقفها: لن يكون هناك تطبيع مع دمشق ولا رفع للعقوبات ولا إعادة إعمار بدون حل سياسي للصراع، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254.

ويبدو أن الكونغرس الأمريكي ملتزم بتجديد قانون “قيصر” في عام 2024.

إحضار حقائب نقدية

وأشارت الصحيفة، إلى أنه في المستقبل القريب، وبدون رفع العقوبات، سيتعين على السعوديين أن يفعلوا مثل الإماراتيين.

وتقصد بذلك إحضار حقائب نقدية، كما سنشهد تدفقاً للمساعدات الإنسانية و”مشاريع الإنعاش المبكر”.

وقال دبلوماسي أوروبي للصحيفة: “إنهم يريدون أن يأخذوا المفهوم إلى أقصى حد ممكن”.

فجوة وإحجام الأمم المتحدة

أفادت الصحيفة، بأنه في ربيع عام 2022، أثار برنامج طورته الأمم المتحدة في دمشق، تحت اسم دعم العودة على أساس المناطق، الجدل.

ولفتت إلى أن البرنامج وعد بتمويل هذا النوع من المشاريع مقابل إجراءات تشجع على عودة اللاجئين.

وبصرف النظر عن البرنامج الذي تموله إيطاليا، فقد لاقى نجاحاً ضئيلاً.

وكذلك تعرقل تنفيذ المشاريع بسبب بعض التردد من الأمم المتحدة، ومن جانب المانحين الغربيين القلقين من القمع ضد الأشخاص الذين عادوا إلى سورية والإملاءات التي يفرضها النظام في اختيار المناطق التجريبية.

ويمكن للضغط الذي تمارسه الدول العربية من أجل عودة اللاجئين أن يزيل هذا التردد تدريجياً.

ووَفْق الصحيفة، بين “التعافي المبكر” وإعادة الإعمار الهائل، هناك فجوة قد لا تكون حتى الرياض مستعدة لتجاوزها.

وتضيف: "السعوديون حَذِرون ويبحثون عن عائد على الاستثمار. حتى في الدول الحليفة مثل مصر لا يستثمرون بشكل كبير، فلماذا يفعلون ذلك في سورية؟".

وخلصت الصحيفة، إلى أنه من بين العقوبات والوجود الإيراني والبيروقراطية والفساد ونقص البنية التحتية والعمالة الماهرة: ما يزال العديد من العقبات أمام الاستثمار في سورية الأسد.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد