كيف ينظر أهالي شمال سورية للانتخابات التركية؟
شعور لم أَعِشْه في حياتي" بهذه الكلمات يتحدث عبد الله المحمد عن ترقُّبه لما سينتج عن الانتخابات التركية التي ستفرز الرئيس القادم لتركيا.
يؤكد المحمد وهو نازح في مخيمات شمال البلاد أن هذه الانتخابات تمسّ السكان في شمال سورية بشكل مباشر لأنها مرتبطة بمصيرهم وخصوصاً في حال فوز كليجدار أوغلو.
https://nedaa-post.com/?p=74239
ويشير في حديثه لموقع "نداء بوست" إلى أن معظم السوريين في الشمال يفضلون فوز الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان لأن موقفه من اللاجئين السوريين في تركيا جيد على عكس المعارضة التي تتوعد بترحيلهم لشمال البلاد.
وانطلقت صباح اليوم الأحد 14 أيار/ مايو، عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في جميع أنحاء البلاد.
وأكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن هناك إقبالاً كبيراً جداً على الانتخابات منذ الساعات الأولى مقارنة بالانتخابات السابقة.
وبدأت عملية التصويت من الساعة الثامنة صباحاً، ومن المقرر أن تستمر حتى الساعة الخامسة مساء، وفي حال استمرار وجود ناخبين إلى ما بعد ذلك التوقيت، فإن رؤساء المراكز يقومون بإحصائهم ومن ثَم يتم السماح لهم بالتصويت.
الانتخابات التركية 2023
وبحسب وكالة “الأناضول” فإن الناخبين الأتراك سيدلون بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في جميع أنحاء تركيا من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان.
ويبلغ عدد المشاركين في هذه الانتخابات 60 مليوناً و697 ألفاً و843 ناخباً، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخباً سيصوتون لأول مرة.
ويخوض 24 حزباً سياسياً و151 مرشحاً مستقلاً السباق الانتخابي.
أحمد الياسين وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية يهنئ الشعب التركي على تجربته الديمقراطية معتبراً أن معظم البلدان لا تسير بها العملية الانتخابية على هذا الشكل، والسوريون دفعوا ضريبة باهظة ليصلوا إلى مثل هذا اليوم.
ويؤكد في حديث لموقع "نداء بوست" أن الانتخابات التركية مصيرية لملايين السوريين على طرفي الحدود والجميع هنا يفضل فوز العدالة والتنمية، وكذلك الأتراك ولكن في حال فازت المعارضة فهذا هو قرار الشعب التركي ويجب أن يحترمه الجميع.
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً تحدثت فيه عن مصير اللاجئين السوريين بعد الانتخابات التركية، مشيرة إلى أن السوريين يعيشون مخاوف من مستقبل غامض، مع تعهد الأحزاب التركية بترحيل اللاجئين ومكافحة الهجرة.
وقال التقرير: إن نحو 4 ملايين لاجئ سوري في تركيا "تعمقت علاقتهم بوطنهم الجديد على مدى العقد الماضي، على الرغم من المناخ العدائي المتزايد"، مضيفة أن "هذا الشعور يتزايد عَبْر الطيف السياسي في تركيا، وسط تصاعُد الأحزاب المعادية للمهاجرين علناً".
وأوضح أن مصير اللاجئين في تركيا "اتخذ حرب شد وجذب" بين الائتلاف الحاكم وتحالف المعارضة، لافتاً إلى أن الطرفين كلاهما "يتنافسان علناً لمعرفة من يمكنه التعهد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة واستعادة العلاقات مع نظام الأسد بشكل أسرع".
وأشار التقرير إلى أنه "على الرغم من ترويج حزب الشعب الجمهوري لاعتماده الديمقراطية الاجتماعية، إلا أن المشاعر المعادية للاجئين تتزايد داخله، فيما دعا أحد فروع الحزب وسائل الإعلام لمشاهدة لاجئين سوريين يستقلون حافلات متجهة إلى الحدود الجنوبية لتركيا بعد إقرار ترحيلهم".
بدورها، أوضحت ليلى السعيد وهي تعمل كناشطة مجتمعية شمال سورية أن القلق والترقب يسود مناطق شمال سورية من احتمال فوز المعارضة التركية وقيامها بإجراءات من شأنها التضييق على السوريين في شمال البلاد وكذلك ترحيل السوريين في تركيا إلى مناطق شمال سورية التي تغص بالنازحين.
وتضيف أن وجود الجيش التركي يشكل عامل حماية للسكان هنا، ولكن في حال تنفيذ وعود المعارضة وسحبه من سورية فإن مصير ملايين الناس سيكون في خطر داهم.