كيف قرأ السياسي برهان غليون تقارُب السعودية مع النظام السوري؟

كيف قرأ السياسي برهان غليون تقارُب السعودية مع النظام السوري؟

رأى المفكر والسياسي السوري، برهان غليون، أن تطبيع السعودية مع النظام السوري، يُعتبَر "هدية مجانية لنظام مجرم".

وقال "غليون": "من وجهة نظرنا هذه هدية مجانية لنظام مجرم ما يزال يرفض حتى الآن الاعتراف بأخطائه وتصحيح سياساته الكارثية".

ولا يعتقد السياسي السوري أن المملكة العربية السعودية تجهل طبيعة النظام والجرائم التي تكبله والتي غالباً ما وُصفت من المنظمات الحقوقية الدولية بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية.

واستبعد "غليون" في حوار مع "تلفزيون سورية"، أن يكون تطبيع الرياض مع نظام الأسد لمساعدته على مسح جرائمه وتمكينه من الاستمرار في عدوانه على الشعب السوري.

ويتعلق اعتراف السعودية -بالأمر الواقع لاستئناف العلاقات مع نظام مارق وفي تحالف ضد العرب أنفسهم- بمحاولة دفعه إلى التحرك على طريق تطبيق القرار الدولي 2254 على مبدأ خُطوة مقابل خُطوة، حسب رأي السياسي السوري.

الخروج من السبات السياسي

وكذلك ليس لدى السوريين أية أوهام بأن الدافع إلى هذا الاعتراف هو الحفاظ على مصالح الرياض الأمنية والإستراتيجية.

وتابع: "نحن لا يمكننا، مهما بلغ عمق جراحنا، أن نحدد للدول حتى الشقيقة مصالحها".

وكل ما "يمكننا عمله هو أن نسعى مع هذه الدول إلى أن لا يكون ذلك على حساب مصالح الشعب السوري الذي لا يزال نصفه في المنافي ومخيمات اللاجئين والنصف الآخر يعيش تحت حدّ الفقر وفي ظروف لاإنسانية".

من أجل أن يكون لمسعانا أثرٌ -يقول غليون- ينبغي أن "نظهر أيضاً أننا قوة وأننا قادرون على التصرف كشعب والتدخل المنظم في قضيتنا وما يجري من حولنا، في السياسة والإعلام والعمل المدني والعمل العسكري أيضاً".

ويستدعي هذا "أن نخرج من سباتنا السياسي ونتحرك في اتجاه بناء قوة سياسية قادرة على تحريك الرأي العام وشحذ إرادة السوريين وإعادتهم إلى ساحة معركة التغيير التي لم تنته ولن تنتهيَ قبل أن يتحقق رحيل نظام القهر والعنف والجريمة".

وبالرغم من أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الجامعة العربية ودمشق جرعة من الأوكسجين السياسي لنظام في حالة نفوق واحتضار طويل إلا أنها لم ولن تستطيع أن تعيد إليه الحياة، ولا يعتقد غليون أن هذا هو القصد من ورائها أيضاً.

التطبيع مع النظام السوري

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أعادت السعودية علاقاتها مع النظام السوري، وقررت إعادة تبادُل البعثات الدبلوماسية معه.

كما زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دمشق، والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، للمرة الأولى منذ 12 عاماً.

وكذلك زار بشار الأسد السعودية التي دعته للمشاركة في القمة العربية للمرة الأولى منذ عام 2010، كما التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش القمة.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد