كيف اختزل العرب الحلّ السياسي في سورية بإعادة اللاجئين ووقف الكبتاغون؟ 

كيف اختزل العرب الحلّ السياسي في سورية بإعادة اللاجئين ووقف الكبتاغون؟ 

 

نداء بوست- آلاء عوض

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إعادة اللاجئين وطَرْحهم كورقة أساسية في مسار التطبيع وشروطه مع النظام السوري، وتبدو الدول العربية في حالة سباق محموم لحل العقدة السورية فقط للخلاص من عِبْء اللاجئين، بالإضافة إلى مسألة "الكبتاغون" التي تُؤرّق بعض دول المنطقة وأبرزها الأردن.

كل ذلك يجري دون حديث عن حلّ سياسي منصف وعادل، في سياق اختزال الكارثة السورية ببندين "إعادة اللاجئين، وتقليص نشاط الأسد في تصدير "الكبتاغون".

وتحدثت التسريبات التي نشرتها مجلة "المجلة" قبل أيام عن مسوّدة الورقة الأردنية، ومقاربة "خُطوة مقابل خُطوة"، تمهيداً لعودة النظام السوري للجامعة العربية، وعن تقديم الأولويات الإنسانية على السياسية في سياق حلّ الأزمة السورية، في حين يتساءل البعض عن إمكانية الفصل بين (السياسي والإنساني) في الملف السوري في ظل الانتهاكات الخطيرة التي ما زالت تصدر عن النظام على العائدين بشكل عامّ والمعادين قسراً من لبنان خلال الأسابيع الأخيرة.

 

https://nedaa-post.com/73155-2/

حول هذا الموضوع قال الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان: ليس هناك استحقاق لحل الأزمة السورية حالياً بسبب تعقيدها، والدول تذهب مع كل هذا المشهد المعقد إلى مصالحها في الحلّ، فالدول ليست مستاءة من سلوك النظام الداخلي، بمقدار ما هي مستاءة من الأزمات التي يسبّبها خارج حدوده، وهي أزمات كثيرة أهمها موضوع اللاجئين لبعض الدول والمخدرات على مستوى المنطقة والعالم، لذلك يجري تكريس مقاربة خُطوة مقابل خُطوة، وهي نهج سنّه المجتمع الدولي لعدم وجود آلية حقيقية للحل في سورية أي ضِمن مرجعية القرار 2254.

مضيفاً أن مسار "خُطوة مقابل خُطوة" يراعي أولوية ما تعانيه الدول وأبرزها موضوع اللاجئين وإعادتهم، بالإضافة للأزمات التي يسببها النظام بتصنيع والاتّجار وتصدير "الكبتاغون"، لذلك فإن الدول تُعنى بنقاش هاتين القضيتين أكثر من باقي القضايا في المسار السياسي.

وحول حديث السعودية المتكرّر عن إعادة اللاجئين على الرغم من عدم تضرُّرها منهم بشكل مباشر قال: السعودية كانت لديها مقاربة تم إعادة تشكيلها بعد اجتماع جدة في اجتماع عمّان، وتطورت المبادرة السعودية إلى المبادرة العربية في اجتماع عمّان، وتطرح السعودية ورقة إعادة اللاجئين باستمرار لأنها تريد أن تراعي الأردن، إنما هي يهمّها في المقدمة "الكبتاغون".

وفي تعقيبه على إعادة الإعمار وإنْ كانت مرتبطة بملف اللاجئين قال علوان: إعادة الإعمار ليست مرتبطة بإعادة اللاجئين، الأخير هو مطلب أساسي ضِمن العملية السياسية ومطلب رئيسي أيضاً للدول التي ما تزال تحمل هذا العبء، وقضية إعادة الإعمار مرتبطة بالعقوبات الأمريكية والأوروبية وإحجام المجتمع الدولي عن تقديم الأموال للنظام.

مؤكداً أنه ليس من مصلحة أي جهة في الوقت الراهن دعم النظام مالياً موضحاً أنه: في المقابل لن تذهب دول الخليج إلى البذل في إعادة الإعمار في مقابل "اللاشيء". الاستثمار في النظام وهو على حاله هو "استثمار خاسر" لن تذهب إليه الدول، فهي ليست جمعيات خيرية لكي تقدّم للنظام دعماً دون انصياعه لما يضمن أمن المنطقة وأدنى متطلبات استقرار هذه الدول واستقرار المنطقة".

https://nedaa-post.com/%d8%b1%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d8%b2-%d8%aa%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d9%82%d8%af%d9%91%d9%85%d8%aa%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d9%84%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%aa%d8%b5%d8%af%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%aa%d8%a7%d8%ba%d9%88%d9%86/

هل تنجح الحلول الإنسانية؟!

وأكدّ علوان أن الدول تحاول إيجاد حلول للمشكلات الإنسانية في ظل استعصاء إيجاد حلول سياسية، وعلى سبيل المثال في موضوع اللاجئين، يُنظر إلى أن أسباب هروب السوريين من مناطق سيطرة النظام متعددة، منها أسباب أمنية وسياسية ومنها معيشية، وتحاول الدول أن تقدّم حلولاً ضِمن ما يسمى "التعافي المبكر والإغاثة الإنسانية" لضمان -على الأقل- حلّ أحد الأسباب التي أدّت لهروبهم من سورية.

وأعقب ذلك بقوله: "لكن على أرض الواقع وبعيداً عن التنظير من المستحيل حلّ أو تجاوُز أي مشكلة، ذلك أن النظام لا يشكّل فقط مشكلة سياسية وأمنية في سورية، بل يشكّل أزمة إنسانية أيضاً، فهو يحرم المستحقين والمدنيين من الإغاثة ومن أموال إعادة الإعمار ويسرقها. المجتمع الدولي في الوقت الراهن غير جاهز للاتفاق على حل القضية السورية مع استمرار الأزمة في أوكرانيا، وهذا منطق سياسي بحت يدفع ثمنَهُ المدنيون من الشعب السوري".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد