كيفية الحدّ من تهديد الطائرات الإيرانية بدون طيار

كيفية الحدّ من تهديد الطائرات الإيرانية بدون طيار

المصدر: واشنطن أكزامنير

بقلم: أحمد هاشم

ترجمة: عبدالحميد فحام

تستمر إيران بإنتاج الطائرات بدون طيار، وهي صناعة بدأتها إيران منذ ثلاثة عقود خلال حربها مع العراق في الثمانينيات. ولم تتخلَّ إيران عن تطوير برنامجها في صناعة الطائرة بدون طيار حتى بعد انتهاء أطول صراع في القرن العشرين عام 1988.

بعد عقود من التطوير المطّرد، أصبحت الطائرات بدون طيار الإيرانية الآن مجرَّبة في المعارك، ومتطورة نسبياً، وبأسعار معقولة الكلفة، وقابلة ليتم إنتاجها بشكل ضخم. حتى أن البعض يزعم أن إيران تبرز كقوة عظمى بدون طيار وأن طائراتها بدون طيار أصبحت أداة لـ "تغيير قواعد اللعبة" في مناطق الصراع.

اليوم، الطائرات الإيرانية بدون طيار تعيث فساداً في الشرق الأوسط. وتقوم إيران ووكلاؤها في الإرهاب باستخدام الطائرات بدون طيار في العراق وسورية وإسرائيل واليمن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتعزيز أهداف السياسة الخارجية التوسعية لإيران.

ولا يقتصر تهديد الطائرات بدون طيار الإيرانية على المنطقة. حيث يشكل ذلك السلاح تهديداً لسلام أوروبا واستقرارها، وأوكرانيا مثال رئيسي على كيف يمكن للطائرات الإيرانية بدون طيار أن ترهب المواطنين الأوروبيين. وتكتسب الطائرات بدون طيار الإيرانية أهمية كبرى لآلة الحرب الروسية, إذ إنها تعزز مكانة روسيا في أوكرانيا، حيث إن ترسانة الأسلحة الروسية قد استُنفدت بسبب استمرار الحرب. وتعمل طهران على خططها لبناء منشأة لتصنيع الطائرات بدون طيار في روسيا لتصنيع 6000 طائرة مسيرة على الأقل.

وبالإضافة إلى ذلك، تشكل الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية تهديداً مباشراً للتفوق الجوي للولايات المتحدة في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وفي شهادة شهر نيسان/ إبريل 2021 أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أشار قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي جونيور إلى أن الطائرات بدون طيار المسلحة الصغيرة والمتوسطة التي تنتشر من قبل إيران ووكلائها "تشكّل تهديداً جديداً، ومعقَّداً لقواتنا وقوات شركائنا وحلفائنا. ولأول مرة منذ الحرب الكورية، نعمل بدون تفوُّق جويّ كامل".

زعم مسؤول كبير في الاستخبارات الإيرانية، في أوائل شهر شباط/ فبراير، أن الصين في "قائمة الانتظار" من بين 90 دولة لاستقبال 15000 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع، وهو ادّعاء لم تؤكده بكين. ليس هناك شكّ في أن السوق العالمية لصناعة الطائرات بدون طيار في إيران آخِذة في التوسع، ولكن باعتبارها واحدة من المصدّرين الرئيسيين في العالم للطائرات المسلحة بدون طيار - التي تبيع، من بين دول أخرى، طائراتها بدون طيار إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وميانمار والعراق وإثيوبيا وحتى إيران - لا تحتاج الصين إلى طائرات إيرانية دون طيار.

بدأت الصين، في السنوات الأخيرة، إغراق الشرق الأوسط بالطائرات بدون طيار، ومن المفارقات أن بكين استغلت التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران لتزويد كِلا البلدين بطائراتها بدون طيار. حتى أن الصين أبرمت صفقة مع المملكة العربية السعودية في مارس من العام الماضي لبناء مصنع للطائرات بدون طيار في الدولة العربية.

في غياب رادع قويّ وذي مصداقية من المتوقع أن يواصل النظام الإيراني تطوير ونشر تقنيات الطائرات بدون طيار المسلحة. لكن يمكن لواشنطن أن تتخذ بضع خطوات بسيطة لاحتواء برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني. أولاً عدم مساعدة إيران بالسماح لها بالاستيلاء على الطائرات الأمريكية بدون طيار. ووفقاً لتقرير وكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية لعام 2019، قامت إيران بإجراء إعادة تركيب عكسيّ للعديد من أنظمة الطائرات بدون طيار الخاصة بها على أساس الطائرات بدون طيار الغربية التي تمّ الاستيلاء عليها. عندما أدَّى عطل في عام 2011 إلى هبوط طائرة بدون طيار أمريكية من طراز RQ-170 في صحراء إيرانية، ورد أن الرئيس باراك أوباما قرر عدم المخاطرة بتفجيرها قبل أن تقع في أيدي المهندسين الإيرانيين سليمة. وفي غضون أيام، قام الإيرانيون باستعراض الطائرة بدون طيار في شوارع طهران قبل بَدْء مهمة الهندسة العكسية. وخلص مسؤولو المخابرات الأمريكية في وقت لاحق إلى أن الطائرة التي تم الاستيلاء عليها من المحتمل أن تكون بمثابة ثروة لمصمِّمي الطائرات بدون طيار الإيرانية، الذين يمكنهم إجراء هندسة عكسية للطائرة. نظراً لإدراكها لقدرة إيران على الهندسة العكسية، ترسل روسيا الآن بعض الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة والتي تم الاستيلاء عليها في أوكرانيا إلى إيران.

ثانياً، يجب على الولايات المتحدة التوقُّف عن بيع قطع غيار الطائرات بدون طيار لإيران. فعلى الرغم من سنوات من العقوبات ضد قطاع الدفاع الإيراني، لا تزال الطائرات الإيرانية بدون طيار تُصنَّع إلى حد كبير بأجزاء أمريكية وغربية. وسواء كانت ذات استخدام مزدوج أو لها استخدام عسكري صارخ، فعلى الولايات المتحدة منع وقوع تلك القطع في أيدي إيران. ويجب على واشنطن فرض عقوبات صارمة على أي كيانات وأفراد إيرانيين متورطين في برنامج الطائرات بدون طيار.

ثالثاً، تحتاج الولايات المتحدة إلى تدريب أوكرانيا وتزويدها بالأسلحة. ويمكن لأمريكا استنزاف روسيا ومواجهة سلاح الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع في أوكرانيا من خلال تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة جديدة وطائرات بدون طيار متقدمة وطائرات مقاتلة وتدريب لتحسين فرص أوكرانيا في إسقاط الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع واستهداف المواقع الروسية التي تتواجد فيها تلك الطائرات المستعدّة للإطلاق.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد