قالن: لا تتوقعوا نتائج فورية في مَسار العلاقات مع النظام السوريّ
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن: إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من النظام السوري حيال حزب "العمال الكردستاني" والجماعات التابعة له فيما يتعلق بمكافحة "الإرهاب".
إضافة إلى ملف العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، والنهوض بالعملية السياسية، دون التطرق لانسحاب القوات التركية من شمال سورية.
وأكد قالن أن المفاوضات بشأن القضايا العالقة بين أنقرة ودمشق مستمرة، مشيراً إلى أن "المسار حديث العهد، ولا ينبغي توقُّع نتيجة فورية".
بدوره، كشف مركز جسور للدراسات أنّ تركيا تريد حصر مسار التطبيع مع النظام السوري في المرحلة الأولى ضِمن المستوى العسكري والأمني، وعدم الانتقال بشكل سريع إلى خُطوات متقدّمة في العلاقات ونقلها للمستوى السياسي دون تحديد خارطة طريق واضحة عَبْر المباحثات العسكرية والأمنية يمكن البناء عليها لاحقاً.
وعقدت تركيا والنظام السوري حتى الآن، اجتماعين على مستوى مسؤولي الاستخبارات ووزراء الدفاع بحضور ممثلين عن روسيا وإيران، ومن المرتقب استكمال هذه اللقاءات بعد انتهاء فترة الانتخابات التركية منتصف أيار/ مايو 2023.
وبحسب المركز فإنه يبدو أنّ تركيا تريد حصر مسار التطبيع مع النظام في المرحلة الأولى ضِمن المستوى العسكري والأمني، وعدم الانتقال بشكل سريع إلى خُطوات متقدّمة في العلاقات ونقلها للمستوى السياسي دون تحديد خارطة طريق واضحة عَبْر المباحثات العسكرية والأمنية يمكن البناء عليها لاحقاً.
واعتبر المركز أن معالم خارطة الطريق المُرضِية لتركيا، والتي ستكون مقنعة لها لتطوير اللقاءات وترقيتها للمستوى السياسي تتمثل بالتوصل لاتفاق حول القضايا الخلافية التالية:
مصير القوات التركية: تُصرّ تركيا على الاحتفاظ بوجودها العسكري في سورية إلى حين القضاء على التهديدات الإرهابية، والتوصّل إلى حلّ سياسي برعاية الأمم المتّحدة. إذ تعتقد أن سحب قواتها سيؤدي إلى فراغ أمني، أي أنّها غير مستعدّة للاستجابة إلى مطالب النظام بإخلاء مواقعها العسكرية من سورية كمقدمة لتطبيع العلاقات.
العلاقة مع المعارضة السورية: تركيا غير موافقة على طلب النظام المتضمن التعامل معه كجهة سورية وحيدة، حيث تتمسك أنقرة بعلاقتها مع المعارضة السورية وتريد ضمان الموقف من مستقبلها في سورية وإشراكها في الحل النهائي.
مكافحة الإرهاب: ترغب تركيا بالتوصل إلى آلية فعّالة وواضحة لمكافحة الإرهاب، تستهدف التنظيمات الإرهابية، مع التركيز بشكل رئيسي على حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري، دون أن يتم استثمار هذه القضية لاستهداف مكونات المعارضة السورية؛ فهي تتخوف من عودة العمليات العسكرية لشمال غرب سورية تحت غطاء مكافحة الإرهاب، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الاستقرار وموجات هجرة جديدة.
عودة اللاجئين: تريد أنقرة أن يُقدّم النظام ضمانات لعدم عرقلة عودة اللاجئين إلى مدنهم وقُراهم.
وتوقع المركز ألا يستجيب النظام على المدى القريب والمتوسط لمطالب تركيا، خاصة في ظل دعم إيران لمطالبه، حيث تقوم مقاربتها على تمكين قوات النظام والقوات الرديفة لها (الميليشيات) من السيطرة على الأراضي السورية، دون أي إشارة لحل سياسي يكون للمعارضة السورية دور فيه.
ورأت الدراسة أنه على فرض استمرار المحادثات بين أنقرة ودمشق بعد الانتخابات، فإنه من غير المتوقّع أن يكون هناك أي أُفُق سياسي لها، إلا إذا حدثت متغيرات مؤثرة لاحقاً تُغيّر من المعطيات الراهنة.
آكار: الظروف غير مُهيَّأة بعد للقاء أردوغان والأسد
بدوره، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ضرورة أن تكون “الظروف مهيأة” لعقد لقاء قمة على مستوى الرؤساء ضِمن مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق.
وفي مقابلة مع قناة “NTV” التركية، قال آكار: “نحتاج إلى إجراء الاستعدادات المناسبة، ومن الضروري أن تكون الظروف مهيأة لذلك. هناك طريق يؤدي إلى ذلك، ونحن نقوم بكل ما يتعلق بذلك”.
في سياق متصل، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن الاجتماع المقبل ضمن المسار الرباعي بين تركيا وروسيا وإيران وسورية، سيُعقد بعد الانتخابات الرئاسية التركية المقرر إجراؤها بعد أسبوعين.
وقال قالن: إن الروس “يعملون على تحديد تاريخ لاجتماع جديد في موسكو”، مشدداً على أن هذه الاجتماعات يجب أن تستمر من دون شروط مسبقة كي تستمر المفاوضات.
الخارجية التركية تحدد موعد الاجتماع الرباعي المقبل
بدوره، أدلى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بتصريحات نقلاً عن صحيفة “حرييت” التركية بقوله: إن الاجتماع الرباعي على مستوى وزراء الخارجية المقبل قد يكون قبل الانتخابات التركية المقرر عقدها في 14 أيار/ مايو المقبل.
كما أشار الوزير التركي في حديثه إلى أن زيارة الرئيس الإيراني إلى سورية في أوائل شهر أيار المقبل تأتي في نفس موعد الاجتماع المحدد لذلك نقترح عقد الاجتماع قبل الانتخابات الرئاسية التركية.
ونوَّه جاويش أوغلو بقوله: “اقترحنا عقد الاجتماع قبل الانتخابات بمدة معقولة وليس قبل عدة أيام.
وتوقع أوغلو أن روسيا وإيران ستعملان على تسهيل إجراءات تحديد موعد الاجتماع “بشكل موضوعي” مضيفاً أن روسيا وإيران دولتان قريبتان من النظام السوري لذلك من المحتمل أن تكون الأمور أكثر سهولةً”.
كما ذكرت بعض المصادر التي نقلت عنها “حرييت” على لسان وزير الخارجية ما يفيد بأن الجهاز الاستخباراتي التركي يعقد محادثات مع الجانب السوري للمرة الثالثة”.
وشدد الوزير على تنشيط العملية السياسية في سورية بعد جمود طال عدة سنوات بعد تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية منوهاً في حديثه بخطورة انسحاب القوات التركية في الوقت الحالي لأنه يهدد الأمن القومي التركي ويسمح بعودة الإرهابيين إلى الحدود التركية.