فيصل عبد الساتر: “الولايات المتحدة تهدد النواب”

فيصل عبد الساتر: “الولايات المتحدة تهدد النواب”

بالتعاون مع موقع "ليبانيز دايلي"

وسط الشغور الرئاسي الذي يشهده لبنان، وفي ظل الأزمات التي يمر بها البلد والتي تزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية، يعاني المواطنون من انهيارٍ مالي قياسي دفع معظمهم إلى هوة الفقر. ولا يزال صراع الكباش السياسي بين القوى السياسية كافة يشل الحركة في البلاد. وعلى الرغم من المشاورات والاتصالات الداخلية والحركة الدبلوماسية اللافتة، لم تتغير الأوضاع حتى الآن، دون أي نتائج إيجابية تعطي أملًا للبنانيين، ولو كان ضئيلًا. وتتساءل أوساطٌ لبنانية عن الذي يجعل انتخاب الرئيس مسألة صعبة في هذه الأزمة الراهنة.

وفي قراءته للمشهد الرئاسي يقول المحلل السياسي والصحافي فيصل عبد الساتر لموقع Lebanese Daily : “إنّه حتى اللحظة ليس لدى حزب الله مرشح جديد للرئاسة غير فرنجية وهذا الأمر متمسك به الثنائي ولا يبدو هناك أي تغيير في هذا الإطار. في المقابل، تتفق المعارضة بما فيها حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على عدم وصول فرنجية أو ترشحه لكنهم لم يتفقوا على اسم في المقابل.”

ويضيف عن اختلاف القوات والتيار على المرشح البديل ” هذا سيسهم في عدم إنتاج عملية سياسية كاملة، وبالتالي هنا تتعقد المسألة لأن المعلومات تقول إنّ الوزير باسيل يريد مرشّحًا غير فرنجية لكن مدعومًا أو مقبولاً من حزب الله؛ فيما القوات تريد مرشحاً لا يرضى به حزب الله أو ليس على علاقة جيدة معهم.”

وبحسب عبد الساتر فالأسماء المطروحة اليوم هي جوزيف عون، جهاد أزعور، وسليمان فرنجية ولكن ليس هناك ما يشير إلى إمكانية أي اتفاق حول أي من هذه الأسماء، مشيراً إلى “أنّ بعض المعلومات تتحدث أن الأسبوع الحالي قد يشهد تحركًا جديدًا في هذا الملف لعلّنا نكون أمام حلّ وسطي بين الكتل الأساسية.”

وفي سؤال حول الأسباب وراء رفض كتلتَي التيار والقوات لترشح فرنجية، يعتقد عبد الساتر أن “السبب الأساسي لذلك يكمن في عدم حصول الأخير على شعبية مسيحية واسعة، كما أنّ باسيل يعارض وصوله لعدة أسباب أخرى منها هجوم فرنجية المتكرر على رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر أثناء فترة حكم عون.” ويلفت عبد الساتر أنّ “حزب الله لا يحقّ له أن يلزم باسيل بالمرشح الذي يريده ولا العكس، وهذا أمر طبيعي ومنطقي”، مضيفًا أنّ حزب الله قرأ نتائج الانتخابات جيدًا وقدّر أن هذا المجلس منقسم إلى درجة كبيرة وبالتالي الحوار هو سيد الأحكام والحلول.

وحول ترشح ميشال معوض للرئاسة يرى عبد الساتر أنّ “معوض لم يكن مرشّحًا جدّيًّا، إذ يُعتبر بحسب اعترافات الأطراف الأخرى مرشحاً مقابل ورقة بيضاء”، مشيرًا إلى أنّه عندما أعلن الثنائي مرشحهم لم نسمع من الأطراف الأخرى من هو مرشحهم وقدموا عدداً من الأسماء التي لم يتفقوا على اسم بينها حتى الآن.

أما فيما يتعلق بالمعلومات التي تتحدث عن دخول القطري والسعودي على خط الملف الرئاسي، فيوضح عبد الساتر أنّ “السعودي لم يتقدم بأي مرشح وهو على مسافة واحدة من الجميع ولا يتبنى اسم أي مرشح أو يعارضه، لذا فالقطري لن يتجاوز السعودي بترشيح أحد. ”في المقابل تتمسك فرنسا بفرنجية في إطار مبادرة شاملة تشمل انتخاب رئيس جمهورية ورئيس حكومة وتشكيل حكومة كاملة، لكن هذا ما قد لا يحصل في ظل معارضة بعض الأطراف لها لا سيما رئيس حزب القوات منير جعجع الذي هاجمها بشكل واضح”.

أمام هذه الوقائع التي أثارها عبد الساتر؛ يبقى الغموض حتى الساعة سيّد الموقف. ويبقى طرفا الصراع كلّ على موقفه. ولكن فيما يبدو أنّ الفريق المعارض قد توصّل إلى توافق لم تتضح بعد معالمه حتى الساعة. يبقى السؤال، هل سيسجّل الخرق المرتقب قبل الموعد الذي حدده دولة الرئيس بري في ١٥ حزيران؟

 

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد