عائلات سورية تتوافد إلى اليونان للبحث عن مفقودي القارب الغارق
كشفت وكالة رويترز في تقرير عن توافد عائلات ركاب قارب طالبي اللجوء الذي غرق قبالة سواحل اليونان قبل أيام، إلى مخيم مالاكاسا قرب أثينا، ومعها صور أبنائها لإظهارها عند بوابات المخيم على أمل أن يتعرف عليهم أحد.
وتمكن بعض السوريين من احتضان أبنائهم وأشقائهم الناجين، بينما رفض آخرون التخلي عن الأمل في العثور على أحبائهم المفقودين.
ونقلت الوكالة عن رجل جاء من ألمانيا بعد عثوره على ابن شقيقه بين الناجين، قوله إنه يريد معرفة مكان غرق القارب لمحاولة البحث عن شقيقه أيضاً.
مواقف مؤثرة
وعرض الرجل صورة لشقيقه المفقود على هاتفه، مؤكداً أنه لم يجد اسمه في سجلات المستشفيات بين الذين لقوا حتفهم ولا في قائمة الناجين،
الناجي السوري محمد (18 عاماً) تأثر وأجهش بالبكاء عندما التأم شمله مع شقيقه الأكبر فادي، وكانا قد التقيا يوم الجمعة من وراء سياج حديدي في مدينة كالاماتا الساحلية.
وسجلت السلطات اليونانية 104 ناجين فقط من غرق قارب كان يقل ما يصل إلى 750 شخصاً، معظمهم من سورية ومصر وباكستان.
وتأكدت وفاة 78 شخصاً، بينما لا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، رغم عدم العثور على ناجين أو جثث منذ الأسبوع الماضي.
الشبكة السورية تطالب بفتح تحقيق للكشف عن أسباب غرق القارب
وطالبت الشبكة السلطات اليونانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بفتح تحقيق للكشف عن أسباب غرق قارب طالبي اللجوء المتجه إلى اليونان والذي أسفر عن وفاة 37 سورياً.
وقالت الشبكة في بيات أصدرته اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للاجئين قالت فيه إن سورية بلد غير آمن وعودة ملايين اللاجئين مرتبطة بتحقيق انتقال سياسي ديمقراطي.
وأضاف بيان الشبكة أن الانتهاكات التي مارسها النظام السوري وبقية أطراف النزاع، تسبّبت في تشريد نصف الشعب السوري ما بين نازح ولاجئ، وما زال هناك عشرات الآلاف يرغبون في اللجوء نظراً لأن الانتهاكات مستمرة، بل وتعاد العلاقات مع مرتكبيها، مما يعني فقدان أي أمل في العودة القريبة إلى سورية.
وأشار إلى أن "الانتهاكات المستمرة من قبل مختلف أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية هي السبب الرئيسي وراء توليد مزيدٍ من اللاجئين.
وعلى الرغم من تراجع وتيرة بعض الانتهاكات في العامين الأخيرين، لكن الأثر التراكمي لهذه الانتهاكات على مدى اثني عشر عاماً خلَّف أوضاعاً كارثيةً لحالة حقوق الإنسان في سورية، من قتل، واعتقال تعسفي وإخفاء قسري، وتشريد قسري، وتعذيب، ونهب أراضٍ وممتلكات، وفلتان أمني أدى إلى عمليات اغتيال وقتل عبر التفجيرات عن بعد، وغير ذلك من أنماط الانتهاكات".
الاستجابة لنداء الاستغاثة كان بطيئاً
ووثقت الشبكة في كارثة قارب اليونان وفاة ما لا يقل عن 37 سورياً بينهم 7 سيدات جلهم من محافظة درعا؛ غرقاً في حادثة واحدة، جراء انقلاب قارب كان يقلهم مع طالبي لجوء آخرين من جنسيات مختلفة، والذي انطلق صباح الجمعة 9 حزيران 2023 من السواحل الليبية باتجاه أوروبا.
وتشير التقديرات إلى أن القارب كان يقل ما بين 700 إلى 750 شخصاً بينهم نساء وأطفال، قبل أن يغرق بهم صباح الأربعاء 14 حزيران 2023 في البحر الأبيض المتوسط جنوب اليونان على بعد قرابة 50 ميلاً بحرياً قبالة سواحل بيلوس.
