صحيفة عكاظ: محاربة "داعش" تتطلب ثقة المجتمعات المحلية وإستراتيجيات غير أمنية
نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية مقالاً للصحافي عبد الله غضوي أشار إلى أن تنظيم "داعش" لن ينتهي وجوده في سورية والعراق وباقي الدول ما لم تُنفَّذ قرارات التحالف الدولي التي خرجت من مؤتمر الرياض بشكل صحيح، وتتمثل في "قلب الطاولة المجتمعية" ضد التنظيم وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية في سورية.
وتناول المقال نشاط التنظيم خلال السنوات القليلة الماضية وسلط الضوء على الهجمات التي نفذها بتنسيق مع قيادته والتي كان لها تأثير ميداني كبير سواء في سورية أو غيرها من الدول.
وذكّر المقال بهجوم التنظيم في 20 من يناير عام 2022 حيث هاجم «الدواعش» سجن غويران؛ الذي يحتجز مئات العناصر من التنظيم الإرهابي في مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية «قسد» وعلى مقربة من القواعد الأمريكية، واستمرت أحداث الهجوم أياماً تمكنت بعدها بعض قيادات التنظيم من الهروب من السجن.
وبحسب المقال أثبتت هذه الحادثة بكل تفسيراتها هشاشة الإجراءات الأمنية والإستراتيجية الأمريكية ومن ورائها «قسد» في التعامل مع تهديدات التنظيم، الذي تبين أنه لا يزال تهديداً حقيقياً، على الرغم من سقوطه في آخِر معاقله في قرية «الباغوز» على الحدود السورية العراقية في مايو 2019، وأن هناك المزيد من الشروط والمؤشرات للقول إن التنظيم انتهى على مستوى التهديد الأمني أو على مستوى العودة.
نشاط ملحوظ
وفي مايو الماضي، أعلن تنظيم "داعش" عن غزوة تُعرف بـ"الشيخين" كانت انتقاماً لمقتل زعيمهم والمتحدث الرسمي السابق. استمرت هذه الغزوة لمدة 45 يوماً، حيث نفذ التنظيم 245 عملية في مناطق انتشار خلاياه الأمنية، مما أدى إلى مقتل 726 شخصاً في سورية وانتشار محدود في العراق ودول أخرى.
اللافت للنظر في هذه الغزوة هو أنها بدأت من أوزبكستان، حيث استهدف التنظيم قاعدة عسكرية بـ10 صواريخ قرب الحدود بين أوزبكستان وأفغانستان. وكان الهدف من تلك الغزوة الوصول إلى سورية والعراق كونهما المنطقتين الإستراتيجيتين للتنظيم ومقر قياداته العسكرية، بالإضافة إلى رفع معنويات المقاتلين وأنصار التنظيم.
وقال الكاتب: "نحن نتحدث عن هذه الغزوة وأحداث سجن غويران التي وقعت قبلها بثلاثة أشهر، لنسلط الضوء على العلاقة بين خلايا التنظيم على المستوى العالمي، حيث إنه ليس للتنظيم مركز أو عاصمة يدير منها أنشطته الإرهابية كما كان في السابق في سورية والعراق بين عامَيْ 2015 و2019، عندما كان يشن هجماتٍ في أوروبا.
وأضاف "قد يكون من الصعب ربط أحداث سجن غويران بـ"غزوة الشيخين"، ولكن يجب أخذ العلاقة بين أعمال التنظيم على المستوى العملياتي في الاعتبار. يعتبر التنظيم الآن بلا هيكلية قيادية ومركز قرار بسبب مقتل واعتقال قياداته الرئيسية، ولكنه لا يزال قادراً على شنّ الهجمات وتنفيذ العمليات. وهذا يشير إلى استمرار خطر التنظيم ووجوده كمصدر للإرهاب".
اجتماع الرياض يضع رؤية جديدة
وتناول المقال اجتماع الرياض الأخير حيث اتُّخِذَت خطوات جديدة في اجتماع دول التحالف ضد تنظيم "داعش". أهم تطور كان انضمام دولة توغو إلى التحالف بسبب تصاعُد نشاط التنظيم في بوركينا فاسو.
تم أيضاً تفعيل عملية التبادل المعلوماتي الاستخباراتي ومشاركة طاجيكستان وأوزبكستان كمراقبين. جمع التحالف 601 مليون دولار لإعادة الإعمار في المناطق المحررة في سورية والعراق. يهدف التحالف أيضاً إلى دعم عودة النازحين وتحقيق تسوية سياسية في سورية وتعزيز التعاون الأمني بين القوى المتضاربة على الأرض.
أهمية المجتمعات المحلية في المعركة
وبحسب الكاتب تحتاج الجهود الدولية لمكافحة تنظيم داعش إلى توصيفات دقيقة وبرامج ميدانية فعّالة. الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من تقليب المجتمعات المحلية ضد التنظيم، ولا تزال تعتمد على الإستراتيجية الأمنية دون إعادة تأهيل المجتمع المحلي والتعاون معه. التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بذل محاولات للتغلب على التنظيم، لكن الهجمات المتكررة في سورية وخراسان تشير إلى ارتباط مستمر بين خلايا التنظيم.
وأكدت الصحيفة على ضرورة مراجعة الإستراتيجية الأمنية واعتماد إستراتيجيات غير تقليدية، بما في ذلك بناء الثقة بالمجتمعات المحلية وعدم الاعتماد على القوى التقليدية. المؤتمر الرياضي والإجراءات المتخذة تحتاج إلى خطة تنفيذ لتحقيق نتائج فعّالة، والدول الأوروبية يجب أن تستعيد مواطنيها وتقدم الدعم المالي وتنفذ القرارات المتفَق عليها.