صحيفة أمريكية: جهود السعودية للتطبيع مع النظام تواجه معارضة عربية وغربية
صحيفة أمريكية: جهود السعودية للتطبيع مع النظام تواجه معارضة عربية وغربية
واجهت الجهود التي تقودها السعودية لإعادة نظام الأسد إلى الحظيرة العربية مقاومة من بعض حلفائها وفقًا لمسؤولين عرب تحدثوا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية التي وصفت ذلك بانتكاسة لجهود المملكة لقيادة إعادة ترتيب جيوسياسية أوسع جارية في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في تقرير أمس الأربعاء: إن أحدث خطة للرياض هي دعوة النظام إلى قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في 19 مايو / أيار. وكان الهدف من هذه الخطوة هو إظهار النفوذ الدبلوماسي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث يعيد العلاقات مع النظام ودول مثل الصين.
ووصل وزير خارجية النظام فيصل المقداد الأربعاء السعودية في زيارة لم يعلن عنها من قبل للقاء نظيره السعودي وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في أول زيارة للمملكة يقوم بها كبير دبلوماسيي النظام منذ أكثر من عقد.
وقال الجانبان في بيان مشترك صدر مساء الأربعاء إن وزيرَي الخارجية "ناقشا الخطوات اللازمة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية يحقق المصالحة الوطنية ويسهم في عودة سورية إلى الصف العربي". كما بدأت السعودية وسورية عملية استئناف الخدمات والرحلات القنصلية بين البلدين، بحسب البيان.
ويقول المسؤولون العرب للصحيفة إن خمسة أعضاء على الأقل من جامعة الدول العربية من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن يرفضون إعادة انضمام النظام إلى الجامعة. وأضافوا أنه حتى مصر، التي أحيت العلاقات مع النظام في الأشهر الأخيرة وهي حليف قوي للسعودية تقاوم. وقال المسؤولون إن هذه الدول تريد من الأسد التعامل أولاً مع المعارضة السياسية السورية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتًا لتقرير مستقبلهم.
وقال متحدث باسم الوزارة إن وزير الخارجية المصري سامح شكري أبلغ الأمم المتحدة يوم الاثنين أنه يؤيد تنفيذ قرار أممي يطالب بخريطة طريق لإجراء انتخابات حرة في سورية.
وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في مؤتمر صحافي الشهر الماضي، "لا يوجد إجماع عربي في الوقت الحالي بشأن قضية إعادة قبول سورية المحتملة في جامعة الدول العربية".
"قوات عربية" لحماية اللاجئين
وذكر المسؤولون العرب أن بعض الدول التي تعارض إعادة قبول النظام ضاعفت من مطالبها بما في ذلك دعوات لدمشق بقبول "قوات عربية" لحماية اللاجئين العائدين ووقف تهريب المخدرات ومطالبة إيران بالتوقف عن توسيع نفوذها في البلاد.
في حين أن العديد من المسؤولين العرب ما زالوا يحتقرون الأسد وأفعاله ضد الشعب السوري فإنهم يقولون إن السياسات الدولية التي تعزل النظام تثبت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت مما يعزز نفوذ إيران في المنطقة بحسب الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن تلبية النظام لمطالب الدول الرافضة قد تفتح الطريق ليس فقط لعودته إلى جامعة الدول العربية، ولكن أيضًا تقدم جهداً أوسع للضغط على القوى الأمريكية والأوروبية لرفع العقوبات عن حكومة الأسد على حد قول المسؤولين العرب.
وقال المسؤولون: إن الأسد لم يُظهر حتى الآن أي اهتمام بالتغيير السياسي.
في غضون ذلك، تحاول المملكة العربية السعودية التغلب على مقاومة إعادة قبول نظام الأسد في جامعة الدول العربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء، إن بلاده تلقت دعوة مع وزراء من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن للاجتماع في جدة يوم الجمعة لبحث العلاقات مع النظام.
وبحسب الصحيفة فإن لبعض الدول العربية مطالب خاصة حيث قال المسؤولون إن المغرب يريد من نظام الأسد إنهاء دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية التي تريد استقلال الصحراء الغربية.
وأضاف المسؤولون أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على الرغم من ارتباطها الوثيق بالسعودية تعارض أيضًا التطبيع الفوري بسبب دعم النظام للحوثيين في اليمن.
ضغط أمريكي وأوروبي على العرب
وكشفت "وول ستريت جورنال" أنه في اجتماعات مع الدول العربية ضغطت الولايات المتحدة والدول الأوروبية للتوصل إلى موقف منسق من نظام الأسد وفقًا لمسؤولين أوروبيين ومسؤولين في الشرق الأوسط.
ودعمت الدول الغربية قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد في سورية وفتح ممرات آمنة للسوريين النازحين بسبب الحرب إلى جانب إطلاق سراح السجناء السياسيين وإجراء انتخابات حرة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء "إن موقفنا ضد التطبيع واضح للغاية. لن نطبع مع نظام الأسد ولا ندعم تطبيع الآخرين مع غياب الأصالة والتقدم نحو حل سياسي ".
كما تلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل يوم الأربعاء اتصالاً هاتفياً من المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون. وبحث الطرفان سبل إيجاد حل سياسي في سورية، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
https://twitter.com/KSAMOFA/status/1646164029860134912?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1646164029860134912%7Ctwgr%5Eb183cdb0a469f1db5ebc0ac89dcceee2a5a9279e%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.syria.tv%2FD8AAD8B2D8A7D985D986D8A7-D985D8B9-D8B2D98AD8A7D8B1D8A9-D8A7D984D985D982D8AFD8A7D8AF-D988D8B2D98AD8B1-D8AED8A7D8B1D8ACD98AD8A9-D8A7D984D8B3D8B9D988D8AFD98AD8A9-D988D8A8D98AD8AFD8B1D8B3D986-D98AD8A8D8ADD8ABD8A7D986-D8B3D8A8D984-D8A7D984D8ADD984-D981D98A-D8B3D988D8B1D98AD8A7
وقال وزير الخارجية السعودي: إن المملكة ستفعل كل ما في وسعها للمساعدة في إيجاد حل يحفظ وحدة سورية وأمنها واستقرارها وانتماءها العربي حسب ما أوردته الوكالة السعودية.
https://twitter.com/KSAMOFA/status/1646249403919872006?t=YVgcYrttJSFgQjNWHg6s6Q&s=19
ومع ذلك فإن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تدعو إلى عودة سريعة لنظام الأسد إلى الحظيرة العربية بينما يقدم الأردن المجاور خطة مفصلة لتطبيع العلاقات مع النظام. تجادل هذه الدول بأن إعادة دمج النظام أمر ضروري لإعادة بناء البلاد والتخفيف من أزمتها الإنسانية بعد عقد من الحرب، ولكن أيضًا والأهم هو الحديث عن وقف تدفق المخدرات والمقاتلين المتطرفين من سورية.
وتختم الصحيفة بقول بعض المسؤولين العرب: إن السعودية والإمارات على الرغم من نفوذهما المالي والسياسي إلا أنهما من غير المرجح أن تُجبرا الآخرين على تسريع خطوات التطبيع مع النظام. وتنقل عن مسؤول مطّلع قوله: "في الثقافة العربية لدينا قول مأثور: القافلة تسير بسرعة أبطأ جمل".