ذئب الأناضول".. ما انعكاسات تسلُّم هاكان فيدان "الخارجية التركية" على الملف السوري؟
اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الاستخبارات في البلاد، هاكان فيدان، ليكون واحداً من أعضاء حكومته، وتحديداً كوزير للخارجية.
وتسلّم فيدان منصب وزير الخارجية التركي، بعد أن شغل مناصب مهمة في مجالات السياسة الخارجية والأمن على مختلف المستويات الحكومية.
مَن هو هاكان فيدان؟
في الثالث من شهر حزيران/ يونيو الجاري تسلم هاكان فيدان، حقيبة وزارة الخارجية في حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان الجديدة.
https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1665705788235472896?s=20
وتقول وكالة "الأناضول": إن فيدان من مواليد العاصمة أنقرة سنة 1968، متزوج ولديه 3 أبناء.
وتخرج فيدان في المدرسة الحربية بمدرسة اللغات في القوات البرية، وأكمل تعليمه الأكاديمي أثناء خدمته في الجيش التركي.
وأوضحت الوكالة، أنه خلال مهمته في حلف شمال الأطلسي الناتو خارج تركيا، حصل فيدان على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من جامعة ماريلاند.
وكذلك حصل على درجتَي الماجستير والدكتوراه من جامعة بيلكنت بأنقرة قسم العلاقات الدولية.
وبحسب الوكالة، توجه فيدان إلى الحياة الأكاديمية بعد خدمته في الجيش التركي.
كما ألقى محاضرات في مجال العلاقات الدولية بجامعتَيْ "حاجت تبه" و"بيلكنت" بأنقرة.
وتقلد فيدان مناصب مهمة في مجالات السياسة الخارجية والأمن على مختلف المستويات الحكومية.
وكان من ضمن المناصب، نائب وكيل الوزارة المسؤول عن السياسة الخارجية وقضايا الأمن في رئاسة الوزراء.
كما كان عضواً في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وممثلاً خاصاً لرئيس الوزراء.
وشغل فيدان منصب نائب رئيس جهاز الاستخبارات، وممثل خاص لرئيس الجمهورية، ورئيس لجهاز المخابرات طوال 13 عاماً منذ 2010.
وواجه فيدان جملة من التحديات خلال رئاسته لجهاز الاستخبارات التركي.
ومن أبرزها تعقيدات الملف السوري، وانتشار "حزب العمال الكردستاني" بالقرب من الحدود الجنوبية لتركيا، فضلاً عن محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان.
سورية على رأس الملفات لدى “فيدان”
قبل أيام، أفادت صحيفة “تركيا” بأنه وبالتزامن مع بدء “فيدان” تشكيل خارطة الطريق في السياسة الخارجية، فإنه يستعد الآن لخطوات جديدة يجب اتخاذها ولا سيما في القضية السورية.
https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1668902995893821444?t=cFW9SnhKNydoMIuV2Fr2mg&s=19
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن فريقاً خاصاً في الخارجية التركية، يعمل على 5 ملفات مهمة على أنقرة التعامل معها في مجال السياسة الخارجية.
ويجري النقاش حول دور تركيا في حل المشاكل مع سورية واليونان وأرمينيا وليبيا والحكومة المركزية العراقية وإدارة شمالي العراق، حسب الصحيفة.
وكذلك وُضِع الملف السوري على رأس الملفات بالنسبة لوزير الخارجية التركي.
هاكان فيدان والدور المرتقب في سورية
خلال السنوات الماضية، لعب هاكان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات السابق، ووزير الخارجية الجديد، دوراً بارزاً في إدارة الملف السوري بالنسبة لتركيا، كما أنه متابع عن قرب، وعلى دراية بتعقيدات المشهد والتحديات التي واجهتها أنقرة في سورية.
وكذلك كان لفيدان دور كبير في المحادثات السرية ومن ثَم العلنية مع النظام، وبالاتفاقيات التي تم إبرامها بين تركيا وروسيا وإيران من أستانا وسوتشي وغيرها.
https://youtu.be/SjNO5hESWuY
وأيضاً كان فيدان المسؤول عن تليين المواقف مع مصر والسعودية والإمارات، حيث قاد خلال السنوات الماضية عدة جولات من المفاوضات التي أثمرت بإعادة العلاقات بين بلاده وتلك الدول.
انعكاسات وصول فيدان إلى وزارة الخارجية على الملف السوري
عن تأثير وصول فيدان إلى وزارة الخارجية وانعكاساته على الملف السوري، يقول الباحث في الشأن التركي طه عودة أوغلو: إن ذلك يشير إلى رغبة أنقرة في استمرار سياستها السابقة بسورية.
ويرى عودة أوغلو في حديث لـ”نداء بوست” أن فيدان سيركز على الأهداف الرئيسية والأولويات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وإعادة اللاجئين، مرجحاً أن تأخذ تلك الملفات “بُعداً آخرَ وجديداً خلال المرحلة المقبلة”.
من جانبه، يشير الباحث محمود علوش إلى أن القرار التركي فيما يخص سورية، لا يتعلق بتغيير الأشخاص وإنما بمصالح دولة وقوة إقليمية لديها مصالح متعددة الأوجه في سورية.
لكن تغيير الأشخاص -يقول علوش- إنه “يعني التغيير في أساليب تحقيق الأهداف، لكن بطبيعة الحال السياسة التركية ستبقى قائمة ومرتبطة بمصالح الدولة بدرجة أساسية”.
ومن وجهة نظر علوش فإن فيدان سيعمل على تشكيل سياسة توائم بين المصالح الأمنية وبين الدبلوماسية في الفترة المقبلة.
لذلك ستواصل تركيا نفس النهج الذي كان سائداً في العام الأخير على وجه التحديد، خصوصاً فيما يتعلق بمسار الحوار مع النظام.
لكنها ستكون الآن بوضع أفضل وبموقف تفاوضي أقوى، لا سيما أن جزءاً أساسياً من دوافع التحول في العلاقة مع النظام كان نتيجة ضغط انتخابي داخلي، وفقاً لعلوش.