خبراء وباحثون سوريون يكشفون لـ"نداء بوست" عن ثمرات الاجتماع "الخليجي-الأمريكي" بما يخصّ الملفّ السوري

خبراء وباحثون سوريون يكشفون لـ"نداء بوست" عن ثمرات الاجتماع "الخليجي-الأمريكي" بما يخصّ الملفّ السوري

بعد انتهاء الاجتماع الذي ضم مسؤولين في الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي أصدر الطرفان بياناً مشتركاً أكدوا فيه تمسُّكهم بالقرار 2254 كأساس للحل في سورية.

وأكد الجانبان "التزامهما بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدة سورية وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، ويتوافق مع القانون الإنساني الدولي، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254".

ووفقاً للبيان فإن الوزراء "رحبوا بالجهود العربية لحل القضية السورية بمبدأ خطوة مقابل خطوة بما يتوافق مع القرار 2254، على النحو المتفق عليه خلال اجتماع عمان التشاوري".

تهيئة الظروف لعودة السوريين

كما شدد الجانبان على ضرورة تهيئة الظروف الآمنة لعودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين والنازحين داخلياً بما يتفق مع معايير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

في سياق متصل، أكد رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ليس لديها مشكلة مع سورية، وإنما مع النظام الذي يقصف الشعب منذ أكثر من 10 أعوام.

وأضاف خلال حديثه: "لا مواقف لنا ضد سورية، فهي دولة شقيقة وعربية، لكن المشكلة مع النظام الذي يشرد ويقصف الشعب منذ أكثر من 10 أعوام، وهذا هو أساس المشكلة".

وأكد أن قطر تدعم جميع الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإيجاد حل شامل وعادل للأزمة السورية يحترم وحدة البلاد وسلامة أراضيها، ويحقق تطلعات الشعب السوري، ويرتكز على قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بجميع جوانبه.

وأضاف بن ثاني: "نتفق مع الجهود الإقليمية من أجل حل في سورية، لكن نختلف في الطريقة، ونحن واضحون منذ البداية"، مشيراً إلى أن هدف دولة قطر يتمثل في "الوصول إلى حل سياسي ينصف الشعب السوري ويرضيه ويعيد اللاجئين".

وجاء كلام وزير الخارجية القطري خلال لقاء مع نظيرته الفرنسية، كاثرين كولونا، أمس الخميس، في العاصمة الدوحة، على هامش انعقاد جلسة الحوار الإستراتيجي الثاني بين البلدين.

يعتقد الطبيب السوري ورئيس منظمة مواطنون من أجل أمريكا د.بكر غبيس أن الاجتماع سيكون أثره جيداً نوعاً ما على الملف السوري، أولاً وقبل أي شيء عودة عمليات التواصل الدبلوماسي الجيد مثلما رأينا وزير الخارجية الأمريكي.

وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست" أنه "أيضاً هناك اجتماع لدول التحالف الدولي بصدد محاربة داعش ، وعقده بالمملكة العربية السعودية يعطي إشارة إيجابية في سياق تحسن العلاقات بين دول الخليج وأمريكا".

معاكسة مصالح إيران وروسيا

ولفت في حديثه إلى أن أي شيء يجعل العلاقات الأمريكية جيدة مع دول المنطقة له أثر كبير على الملف السوري باعتبار موقف الولايات المتحدة الأمريكية بشأن التطبيع مع النظام السوري واضح ، فسوف يكون بطبيعة الحال معاكساً لمصالح إيران وروسيا باعتبارهم حلفاء لنظام الأسد".

ورجح غبيس أن تكون نتائج القمة إيجابية حول تحسن التفاهمات والتنسيق بجميع الملفات وخاصة الملف السوري.

وبحسب غبيس فإن الطرفين تكلما أيضاً عن نقاط متعددة مثل قضية محاربة داعش، هناك دائماً حرص أيضاً من دول الخليج على التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية على فتح الملفات وإتاحتها، بالإضافة لقاطني المخيمات التي تحوي عوائل مقاتلي داعش مثل مخيم الهول وغيره في شمال شرق سورية.

وأضاف أن الجانبين تحدثا أيضاً عن موضوع الخطوة مقابل الخطوة ، وأكدا على القرار 2254 الذي ينص على انتقال سياسي وحل للأزمة يرضي جميع الأطراف، وعن قضية الكبتاغون وخطورته وأكدا على ضرورة إيقافه ومحاربة الاتجار به.

ورأى الطبيب السوري أن الاجتماع جاء لتذكير الدول العربية بوجود الفاعل الأمريكي بالمنطقة عبر إنشاء تحالف لمحاربة داعش، فهي حركة أمريكية  لتذكير دول المنطقة بتأثير التواجد الأمريكي وخاصة بعد التقارب مع إيران وضرورة التعاون العسكري والأمني.

تنسيق "خليجي-أمريكي"

ويرجح  أنه سيكون هناك تنسيق بشكل أو بآخر لمتابعة لبعض النقاط باعتبار بعض الدول الخليجية تدعي أن تواصلها مع نظام الأسد يضغط عليه لإجباره على التقدم بمسار الحل السياسي، ربما تكون هذه فرصة لمتابعة هذا المسار ومراقبة نية النظام السوري للخضوع للقرار 2254 أم أنه سيتجاهله.

وأضاف أيضاً أنه إن لم يكن هناك تجاوب مع قرارات الولايات المتحدة الأمريكية، سيكون هناك خطوات جديدة مثل قانون مناهضة التطبيع مع الأسد، باعتبار دبلوماسية أمريكا تتعاون مع أكثر من طرف، وأشار إلى أن أمريكا ستضغط من أكثر من جهة ، من الناحية الاقتصادية والعقوبات، والاعتراف الدولي عن طريق الأمم المتحدة وغيرها من الوسائل ، وإن لم يكن هناك تجاوب فسترى الدول العربية أنها منعزلة عن الرغبة الدولية بقضية التطبيع مع النظام السوري سواء على صعيد الأمم المتحدة أم عن طريق القمم الأخرى.

https://nedaa-post.com/?p=77249

بالنهاية أعتقد أن اللهجة المتبعة بهذه القمة أو بغيرها من القمم تتناغم مع اللهجة الأمريكية بسياق القرار 2254 وقضية اللاجئين وأيضاً قضية الكبتاغون وقضية محاربة داعش، وفي نهاية المطاف تصب قرارات وسياسات الدول العربية بالخطط والسياسة العامة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

بدورها أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن النظام السوري لم يتغير وأن موقف بلادها من النظام لم يتغير.

وأشارت كولونا إلى أنه "لا نتفق مع التطبيع مع النظام السوري دون تقديمه التزامات".

رفض غربي للتطبيع

وأضافت "كانت هناك إمكانية للضغط على النظام السوري لكن حصل العكس".

واعتبرت المسؤولة الفرنسية أن قرار الجامعة العربية بإعادة النظام السوري سيادي لكنه دون مقابل.

بدوره، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله بن آل سعود: إن حكومة النظام السوري تعهدت والتزمت بحل الأزمات العالقة.

وأضاف بن فرحان أن تركيزهم في سورية على الملف الإنساني وعودة اللاجئين والحل السياسي.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك للوزير السعودي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ختام اجتماع في العاصمة السعودية الرياض بين وزراء خارجية دول الخليج ووزير الخارجية الأمريكي.

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي إن بلاده لن تطبع العلاقات مع النظام السوري.

https://twitter.com/KSAMOFA/status/1666477851996979210?t=c_RNw5Qctc6loecOCYxqsg&s=19

وقال بلينكن: "نعتقد أن النظام السوري لا يستحق العودة إلى جامعة الدول العربية".

وأشار بلينكن في حديثه عن الملف السوري "رغم تكبد تنظيم داعش خسائر فادحة لكنه لا يزال خطيراً".

انزعاج غربي

الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان يؤكد أن اللقاء بين دول الخليج والولايات المتحدة مهم جداً ويشير البيان الختامي إلى أن الولايات المتحدة والغرب منزعجون ولديهم تحفظ وإن كان غير معلن بشكل صريح على مسار  التطبيع العربي مع النظام السوري.

وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست" أن "مخرجات الاجتماع تعود للوراء إلى اجتماع عمان الأول والذي أكد على المسار السياسي ودور الأمم المتحدة وأكد على ضرورة إلزام النظام بالكثير من المبادئ تحت نهج خطوة مقابل خطوة".

ولفت في حديثه "بعد ذلك كان هناك قمة جدة وبيانها الختامي كان مؤسفاً حيث تجاوز المعارضة ودورها السياسي والأمم المتحدة وتجاوز كل مشكلات النظام الداخلية  والخارجية، الإقليمية والدولية ضمن التطبيع، وسمح للنظام أن يتبجح بصلف مفرط وكأنه ليس مجرم حرب ولا مطلوباً في قضايا المخدرات على مستوى العالم".

وذكر في حديثه "اليوم على ما يبدو هناك توجه غربي على التواصل والنقاش والحوار مع الدول العربية لخلق توازن في مسار علاقتها مع النظام السوري وضبط المسار العربي مع المسار الدولي بنهج خطوة مقابل خطوة".

وفي السابع من الشهر الماضي، وافق وزراء الخارجية العرب، على إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وذلك خلال اجتماع استثنائي تم عقده في القاهرة.

كما تقرر في الاجتماع استئناف مشاركة وفود النظام السوري باجتماعات الجامعة العربية اعتباراً من ذلك اليوم 7 أيار/ مايو الجاري.

وعقب الاجتماع، أصدر وزراء الخارجية العرب بياناً مشتركاً أكدوا فيه الالتزام بالحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها والترحيب بالبيانات الصادرة عن اجتماعَيْ جدة وعمّان.

وأشار البيان إلى الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حلّ القضية السورية، وضرورة معالجة انعكاسات الأزمة على دول الجوار خاصة الإرهاب وتهريب المخدرات.
كما أكد البيان على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل القضية السورية، وَفْق مبدأ “خُطوة مقابل خُطوة”.

الجدير بالذكر أن رئيس النظام السوري شارك في القمة العربية التي استضافتها مدينة جدة السعودية في 19 من الشهر الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2010.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد