حمص.. أهالي ضحايا الزلزال يتجنبون إقامة واجب العزاء خشية مساءلتهم من قبل مخابرات الأسد

حمص.. أهالي ضحايا الزلزال يتجنبون إقامة واجب العزاء خشية مساءلتهم من قبل مخابرات الأسد

 

 

نداء بوست-سليمان سباعي-حمص

أفاد مراسل "نداء بوست" في حمص بفقدان أهالي المدينة العشرات من أقربائهم الذين قضوا تحت الأنقاض بفعل الزلزال الذي ضرب مناطق جنوب تركيا وشمال سورية الإثنين الماضي.

وقال المراسل: إن وفيات أقرباء وذوي ضحايا الزلزال الذين فاق عددهم ما يقارب 120 شخصاً من مدن متفرقة لم يتمكّنوا من القيام بواجب العزاء لهم خشية تعرّضهم للملاحقة والمساءَلات الأمنية من قبل أفرع المخابرات التابعة لنظام الأسد، مشيراً إلى أن معظم الوفيات من (تدمر – الرستن - تلبيسة- السعن- وعدد من أحياء مدينة حمص).

ونقل مراسلنا عن مصادر محلية من مدينة حمص وريفها أن المصاب الجلل الذي فُجع به أقرباء الضحايا تعاظم بسبب عدم قدرة الأهالي على إقامة مجالس عزاء لاستقبال المعزين بهم "كما جرت العادات والتقاليد".

وتحدث الحاج "عامر.ق" من ريف حمص الشمالي والذي فقدت عائلته 29 فرداً منها بمدينة جنديرس شمال سورية عن اضطرار أهالي الضحايا لاستقبال المعزين داخل منازلهم التي لا تتسع لأعداد المعزين.

وأضاف أن عناصر المفارز الأمنية التابعة لنظام الأسد بدؤوا البحث عن مجالس العزاء والتأكد فيما إذا كان التجمع للتعزية بأشخاص فقدوا حياتهم شمال سورية أو ضمن الأراضي التركية، أو أنهم لأشخاص توفوا ضمن مناطق سيطرتهم.

وتعتبر أفرع مخابرات نظام الأسد أن المقيمين ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال سورية والأراضي التركية (إرهابيين) بالمجمل نتيجة عدم قبولهم بإجراء تسوية سياسية مع النظام ويحاسب ذووهم في حال ثبت إجراء أي تواصُل فيما بينهم.

يُشار إلى أن السوريين بشكل عام يقيمون مجالس عزاء ضِمن صالات داخل المدن أو من خلال نصب شوادر على مقربة من منزل المتوفى لمدة ثلاثة أيام، إلا أن الفاجعة الأخيرة "زلزال سورية" أثبتت عدم وجود أي فصل للسياسة عن الموت الذي ما يزال يلاحق الرافضين لحكم الأسد حتى بعد موتهم.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد