جسور للدراسات: من المرجح تشكيل كتلة جديدة داخل هيئة تحرير الشام بعد إجراءاتها الأخيرة
رجح مركز "جسور للدراسات"، في تقرير، تشكيل كتلة جديدة داخل هيئة تحرير الشام من قبل الجناح العسكري لإظهار حضوره مقابل الجناح الأمني وذلك بعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذت من قبل قيادة الهيئة على إثر اعتقالات طالت قادة عسكريين بتهم العمالة.
وقال التقرير إن زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، يبدو أنه غير مستعد للاستجابة إلى مطالب تنحيته عن السلطة في إدلب، ولا حتى حل "جهاز الأمن العام"، إنما إجراء تغييرات يكون عمقها وفعاليتها مرتبطين بدور الجناح العسكري والمحتجين في الدفع نحو هذه المطالب.
وأشار التقرير إلى أن حضور "تحرير الشام" تراجع بشكل كبير في مناطق شمال حلب إثر أزمة "قضية العملاء"، معتبراً أن الهيئة مهددة بخسارة مكاسبها كلياً في هذه المنطقة.
وتوقع التقرير أن تؤدي الأزمة إلى إعادة رسم خارطة الجناح العسكري في الهيئة بشكل مختلف عما سبق، على أن يكون له دور في مستويات صناعة القرار الأمني والسياسي، بعد أن كان حضوره مقتصراً على الجانب العسكري.
وأكد التقرير أن الأزمة الداخلية والشعبية أنتجت حالة من عدم الثقة بين الجولاني والعسكريين، لا يمكن علاجها إلا بإصلاحات حقيقية، وإلا فإنها مرجحة للتوسع.
أبعاد سياسية واجتماعية
وفي تقرير سابق، أكد المركز أن الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام" في شمال غربي سوريا، تحمل أبعاداً عسكرية وسياسية واجتماعية، ستؤثر بشكل كبير في مستقبل المنطقة على صعيد الأمن والاستقرار، في حال مواجهتها بالعنف.
وأوضح المركز أن استمرار الاحتجاجات وتصاعدها قد يدفع زعيم الهيئة "أبو محمد الجولاني" وبعض قياداتها إلى "اختبار استخدام العنف على نطاق تدريجي ومحدود، رغم تجنب هذا الخيار حتى الآن".
وأشار التقرير إلى أن تراجع زخم الاحتجاجات يرتبط بما يمكن أن تقوم به الهيئة من إجراءات عملية وإصلاحات واقعية، "ما تزال تقتصر بحسب الظاهر، على احتواء أزمة الجناح العسكري مؤقتاً".
ولفت المركز إلى أن خيارات تنحي الجولاني عن قيادة الهيئة، أو حل جهاز الأمن العام، أو إجراء انتخابات لتعيين قيادة جديدة للمنطقة "مستبعدة حالياً"، ما لم تتسع الاحتجاجات وتأخذ "طابعاً عنيفاً".
وتوقع المركز أن يضطر الجولاني إلى استحضار سيناريو "القيادة من الخلف" الذي قام به أثناء تأسيس الهيئة بتعيين هاشم الشيخ قائداً للهيئة، وإلحاق جهاز الأمن العام بوزارة الداخلية في "حكومة الإنقاذ" بعد ضمان السيطرة عليه.
تهديد مبطن
بدوره، وجه قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني تهديداً مبطناً للمتظاهرين ضده، وحذر من المساس بـ "الخطوط الحمراء".
وقال الجولاني: "إن المطالب المحقة تم أخذها بعين الاعتبار، وبهذه الإجراءات (وعود الإصلاح التي قدمها) تبرأ بنا الذمة، وهناك مطالب لا يسمح الوقت بتحقيقها الآن كونها تؤثر على حياة عامة الناس".
وأضاف: "لكن هناك حد وخطوط حمراء على الجميع أن يعيها، وأرجو أن لا يصل أحد إليها، وأرجو أن توقفون لمن يسعى لخراب المحرر".
وحذر الجولاني من أنه في حال تدخلت الهيئة لـ"حماية المحرر" فسيكون تدخلها شديداً، مضيفاً: "لن نسمح لأحد على الإطلاق أن يمس المحرر بسوء، وما وصلنا إليه من مكتسبات لن نعود بها إلى الوراء على الإطلاق".
وتابع: "انتهبوا، وأحذر الناس لأن ما بني في سنوات لن نسمح له أن يهدم على الإطلاق، فهو بني على دماء وتضحيات وأشلاء".
وكرر الجولاني الحديث عن تطبيق الإصلاحات التي وعد بها خلال الاجتماع واعتبر أنها الحل لمطالب المتظاهرين، مضيفاً: "دعونا نعيش بأمان وسلام وأن لا نعود إلى المربع الأول".
ومضى بالقول: "بعد هذا المجلس أرجو أن يكون الأمر قد حُل وانتهى، فيما يخص المطالب المحقة والذين تم الاعتداء عليهم، أو الإجراءات الخاطئة التي اتخذتها بعض المؤسسات وأوصلت المشكلة إلى ما هي إليه الآن".
وحذر بالقول: "العودة إلى الوراء خط أحمر بالنسبة لنا، والأمر ليس بالعبث، وأرجو أن تنبهوا كل من ورائكم (المتظاهرين) أن لا يصلوا إلى الخطوط الحمر".