جسور للدراسات: مؤشرات على تكريس قمة الرياض لعزلة بشار الأسد
أكد مركز جسور للدراسات وجود مؤشرات على أن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، يوم أمس السبت، لبحث التطورات في غزة، كرست عزلة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقال المركز في تقرير نشره اليوم الأحد إن بشار الأسد حضر القمة المشتركة على الرغم من تعليق عضوية النظام السوري في منظمة التعاون الإسلامي منذ عام 2012، مشيراً إلى أن وزير خارجيته فيصل المقداد لم يحضر الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية، وشارك في اجتماع الوزراء العرب فقط.
كما لفت المركز إلى أن دعوة بشار الأسد إلى القمة يشير إلى أن مسار التطبيع معه مستمر بغض النظر عن تجاوب النظام السوري مع المبادرة العربية، معتبراً أن التعثُّر موجود فقط في إجراءات التطبيع وليس في المسار بالعموم.
تجاهل لبشار الأسد
استعرض المركز في تقريره جملة من المؤشرات على استمرار عزلة النظام السوري بل وتكريسها أكثر، أبزرها تجنب قادة جميع الدول الإسلامية البالغ عددها 55 دولة لقاء بشار الأسد على هامش القمة، باستثناء اجتماع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي معه.
كما أشار المركز إلى تجنب الزعماء العرب عقد لقاءات ثنائية معه، عدا رؤساء مصر والعراق وموريتانيا، في حين صافحة ملك الأردن قبيل أخذ صورة تذكارية للمشاركين في القمة، ولم يعقد لقاءاً ثنائياً معه رغم الدور الذي لعبته عمان في إعادة النظام إلى الجامعة العربية.
وأيضاً المركز أشار إلى أن هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قاعة واحدة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
ويقول المركز إنه كان من المحتمل حدوث مصافحة أو لقاء عابر بين أردوغان وبشار الأسد، كما حدث في افتتاح كأس العالم في قطر 2022 بين الرئيسين التركي والمصري، بما كان قد يمهد الطريق أمام استئناف مسار التطبيع المتعثِّر، واحتمال منح دور عربي للمشاركة في هذا المسار، لكن ذلك لم يحدث، مشيراً إلى أن أردوغان غادر القاعة قبيل كلمة بشار الأسد، ولم يستمع إليها.
قمة الرياض وتحفيز بشار الأسد
وخلص المركز إلى أن القمة "كرست من العزلة الدولية المفروضة على النظام السوري، موضحاً أن إعادة العلاقات الدبلوماسية معه تسير دون تغيير رغم دعوة بشار الأسد لحضور قمّة عربية للمرّة الثانية -قبل أن تصبح قمّة مشتركة- حيث تم التعامل معه وكأنّه غير موجود وغير مرحَّب به من معظم الزعماء والوفود".
كما أشار إلى أنّ وضع العقوبات المفروضة على النظام ما زال دون تغيير، وهو لم يحصل أي مكاسب اقتصادية من الدول العربية، بمعنى أن كسر العزلة الدولية بشكل واسع عن النظام يبقى مرتبطاً بانخراطه الجاد في المبادرة العربية ونهج الخطوة مقابل خطوة الذي يعمل عليه المبعوث الأممي، بما يتفق مع الموقف الأمريكي والغربي عموماً.
ويرى المركز أن حضور بشار الأسد في القمة "أقرب لأن يكون حافزاً جديداً للنظام من أجل دفعه نحو تلبية المطالب الدولية والإقليمية منه".