جسور للدراسات: الدول العربية لن تمنح دمشق مكاسب مستقبلية

رأى مركز "جسور للدراسات" في تقرير أن المعطيات تدفع الدول العربية إلى عدم منح دمشق أي مكاسب مستقبلية، مع إمكانية تغير السياسة الأمريكية لاحقاً، بحكم الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، التي قد تفرز إدارة أمريكية جمهورية تعيد سياسة الضغط الأقصى على إيران بدل الاحتواء.
واعتبر المركز أن عملية دمج النظام السوري بالمنظومة العربية، لا تزال مرتبطة بمسارات السياسة الغربية، وتحديداً الأمريكية، المتعلقة باحتواء أنشطة إيران، بما يضمن تحجيم نفوذها في سوريا وتقليص فرص اندلاع مواجهة مع دول الخليج.
وأضاف أن قمة البحرين توضح أن مسار التطبيع العربي مع دمشق لم يصل إلى المستوى الذي يتيح لدمشق استضافة قمة عربية.
ولفت إلى أن الموقف العربي من دمشق انعكس في البيان الختامي للقمة الذي أكد ضرورة إنهاء الأزمة السورية، بما ينسجم مع القرار 2254، الأمر الذي لم يرد في بيان القمة السابقة.
ورجح أن يستمر العرب بإبقاء علاقاتهم الأمنية مع دمشق مفتوحة حتى تحقيق خطوات جدية وحقيقية على أساس مقررات الجامعة العربية وبيان عمان والقرارات الأممية، مع استمرار وجود علاقات دبلوماسية مقطوعة أو غير مكتملة إلى ذلك الحين.
وكان النظام السوري قد قدم المبررات لعدم إلقاء رئيسه بشار الأسد كلمة خلال القمة العربية التي استضافتها العاصمة البحرينية المنامة يوم الخميس الماضي.
وزعمت وكالة أنباء النظام "سانا" أن بشار الأسد “لم يلق كلمة انطلاقاً من ثبات الرؤية السورية تجاه المستجدات التي تشهدها المنطقة".
وأضافت أنه سبق لبشار الأسد "أن حدد وعلى مدى سنوات عدة، رؤيته لمختلف القضايا العربية بما فيها العروبة والقضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي وإصلاح الجامعة العربية".
كما زعمت الوكالة أن تلك الرؤية "انطلقت أساساً من ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك، وتطوير آلياته بما يناسب العصر لتجنب المخاطر التي تتهدد المصالح العربية".
وأضافت أن "ما تمر به المنطقة العربية اليوم يؤكد أن ما طرحه بشار الأسد في قمم عدة سابقة، وأثبت أنه الرؤية الوحيدة القادرة على تحقيق المصالح العربية".
الجدير بالذكر أن بشار الأسد عقد ثلاثة لقاءات على هامش اجتماع القمة العربية في المنامة، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد.