تغيير ديمغرافي اضطراري.. أهالي حمص يبيعون عقاراتهم بحثاً عن حياة أفضل

تغيير ديمغرافي اضطراري.. أهالي حمص يبيعون عقاراتهم بحثاً عن حياة أفضل

تغيير ديمغرافي اضطراري.. أهالي حمص يبيعون عقاراتهم بحثاً عن حياة أفضل

 

نداء بوست- سليمان سباعي- حمص

اجتاحت حمص وريفها خلال العام الجاري موجة كبيرة من بيع العقارات رغم تدني الأسعار، هدفها البحث عن حياة جديدة بعد اليأس الذي تفشى بين سكان المحافظة نتيجة الوضع المتردي، وتبع ذلك موجة هجرة أشبه بتغيير ديمغرافي خفي وافق عليه السكان بسبب الفقر والعوز.

وباع الأهالي آخِر ما يملكون من عقارات بأسعار زهيدة وضعها تجار استغلوا رغبة سكان حمص بالهجرة خارج سورية بطرق التهريب أو عبر الطرق الشرعية بعد يأسهم من تغيير الحال في سورية تحت حكم نظام الأسد.

 

بناية مقابل جوازات سفر

وقال مراسل "نداء بوست" يتزايد إقبال أبناء أهالي حمص وريفها على بيع بيوتهم بأسعار زهيدة، ومن أبرز الأحياء التي نشطت فيها عمليات البيع -الخالدية والبياضة ودير بعلبة وجورة الشياح ووادي السايح- إذ تهدمت معظم الأبنية في تلك الأحياء بفعل قصفها "سابقاً" من قبل قوات النظام وحليفه الروسي ما دفع الأهالي لعرض عقاراتهم للبيع بأسعار منخفضة، راغبين بالتخلص من أي ارتباط يبقيهم مضطرين للسكن داخل سورية.

وتحدث "الحاج خالد عيون السود" من أبناء حي جورة الشياح عن تعرّض بنايته المؤلفة من أربعة طوابق للدمار بشكل شِبه تام خلال سيطرة المعارضة على الحي بسبب تعرُّضها لقصف النظام.

وأشار إلى أن سعر المبنى الذي تزيد مساحته عن 250 متراً كان يتجاوز 30 مليار ليرة سورية، إلا أنه وبعد عقد النية لبيعه لأحد المكاتب العقارية تفاجأ بالسعر الذي حصل عليه والذي لم يتجاوز 600 مليون ليرة، حيث تذرّعت المكاتب أن عملية الشراء ستشمل فقط المساحة الأرضية بغض النظر عن البناء الذي سيؤول للهدم لاحقاً.

وذكر "الحاج خالد" أن المبلغ المقدّر دفعه ثمناً  لاستخراج جوازات السفر له ولعائلته، ويغطي نوعاً ما بعض تكاليف السفر خارج سورية التي لم يَعُد يطيق العيش فيها وفقاً لتعبيره.

الأحياء الموالية أوفر حظاً 

ورصد مراسل "نداء بوست" في حمص نشاط عملية بيع العقارات من قِبل أصحابها للمكاتب من خلال طرح شقق سكنية للبيع، بحيث قُدِّر سعر المساحة الإجمالية للشقة السكنية بأحياء الزهراء والأرمن بمبلغ يتراوح ما بين 150-300 ألف ليرة سورية للمتر الواحد وذلك بالاعتماد على تقييم الديكور والتجهيز الذي تحظى به كل شقة على حدى، ناهيك عن مراعاة مكان تواجد المحضر.

وفي السياق أعرب "حسام.ن" محامٍ من مدينة حمص (حي الخضري) عن توجّه العديد من أبناء المدينة إلى بيع منازلهم للهرب خارج سورية بعيداً بعد فقدانهم أي بارقة أمل بالاستمرار في تحكم قادة الأفرع وقادة الميليشيات والمقربين من السلك الأمني بمفاصل الحياة بشكل عام، بالإضافة إلى التجار الذين يضيّقون على الأهالي باستمرار، إذ عدّ المحامي أن مخابرات الأسد والتجار من خلفهم شركاء في جريمة الضغط على الأهالي وإجبارهم على التفكير بالهجرة واللجوء إلى دول الجوار والدول الأوربية إن حالفهم الحظ بالوصول.

وبحسب معلومات حصل عليها مراسل "نداء بوست" فإن أسعار العقارات يتم تحديدها من قبل مكاتب رئيسية لديها ارتباطات مع ضباط النظام من جهة، وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى، الأمر الذي ينذر بتغيير الطابع الديمغرافي لمدينة حمص فضلاً عن دخول أهالي مقاتلي الميليشيات الإيرانية إلى الأحياء التي قرر أهلها مغادرتها مرغمين بعدما غابت أدنى مقومات الحياة عنها.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد