تسوية شاملة" من دون معالم.. ما مستقبل التطبيع السعودي مع نظام الأسد؟

تسوية شاملة" من دون معالم.. ما مستقبل التطبيع السعودي مع نظام الأسد؟

 

نداء بوست- آلاء عوض

أنهت زيارة وزير الخارجية السعودي لنظام الأسد كل التكهنات بشأن جدية السعودية بالتطبيع مع النظام، لكنها لم تُنهِ تأويلات مسار التطبيع وشكله وذلك في ظل حديث السعودية عن "تسوية شاملة" وحديث بشار الأسد عن "دور عربي أخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كافة تداعيات الحرب على سورية".

وقالت الخارجية السعودية في بيان الثلاثاء: إن الزيارة تأتي "في إطار ما توليه المملكة من حرص واهتمام للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي جميع تداعياتها ويحافظ على وحدة سورية، وأمنها واستقرارها، وهُوِيّتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق".

وأضاف البيان: "جرى خلال الاستقبال، مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق".

وذكر البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية أن "الجانبين اتفقا على الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سورية إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي".

وأكد وزير الخارجية لبشار الأسد "أهمية توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سورية، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية".

 

"تسوية سعودية شاملة"

وطرحت السعودية في بيانها "تسوية شاملة" و"مصالحة وطنية" تنهي الأزمة ونتائج الحرب التي خاضها النظام ضد الثورة السورية وهي نزوح ملايين السوريين، وتقسيم سورية والتسبب بعزلة دولية وعربية لها، دون التطرق إلى تفاصيل "التسوية" وكيف ستتم مع وجود النظام.

بدوره أثنى النظام على "السياسة المنفتحة والواقعية" التي تنتهجها السعودية وقال رئيس النظام بشار الأسد: إن "الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كافة تداعيات الحرب على سورية، واستقرار الأوضاع وتحرير كامل الأراضي السورية".

ويبدو جلياً طمع النظام بالدعم السعودي لإعادة الإعمار وإكمال سيطرته على سورية، ويبدو أيضاً تجاهُله الحديث عن "التسوية السعودية" أو حتى عودة اللاجئين والنازحين التي تطرقت لها الرياض أكثر من مرة كحامل لمبادرتها في التطبيع مع النظام.

ويأتي ذلك بعد فشل اجتماع جدة الذي ناقش عودة النظام إلى الجامعة العربية وإنهاء المقاطعة العربية له بشكل يشجع الولايات المتحدة والدول الغربية على اتخاذ خطوات تعيد للنظام جزءاً من الشرعية الدولية.

https://nedaa-post.com/%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%86-%d9%81%d8%b1%d8%ad%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%af%d9%85%d8%b4%d9%82/

مستقبل مسار التطبيع السعودي مع النظام السوري

وعن مستقبل تطبيع المملكة مع النظام يقول رشيد حوراني الباحث في مركز "جسور للدراسات": يبدو أن التطبيع السعودي مع النظام يعيش حالياً مرحلة التجريب، ليجسّ من خلالها مدى جدية النظام في التعاطي مع خطوات الحل الخاصة بالمسألة السورية، أو المطالب التي يقع على النظام تحقيقها، خاصة أن زيارة وزير الخارجية حملت مطالب من النظام عليه القيام بها وتنفيذها، وليست لبحث إعادة العلاقات، وما يدل على ذلك هو الاختلاف بين الجانبين "السعودي والنظام" في مضمون البيانين الصادرين من قِبَلهما عقب انتهاء الزيارة. وإن مضت السعودية في التطبيع –ولا أعتقد أن ذلك سيتم– فسيكون بشكل منفرد بمعزل عن التطبيع الجماعي؛ لأن التطبيع المنفرد مع كل دولة يفسح المجال للنظام للتهرب من المطالب المفروضة عليه.

وعن احتمال أن يكون التطبيع السعودي مع الأسد ضمن الاتفاق مع الجانب الإيراني أكد حوراني أنه بالطبع ينضوي في طيات الاتفاق الأخير مع إيران مضيفاً لـ "نداء بوست": برأيي التطبيع هو جزء من الاتفاق السعودي الإيراني فكل خطوة في اليمن تكون بدفع إيران لحلفائها هناك، يقابلها خطوة من السعودية باتجاه النظام والاعتراف به؛ لأنه سبق لروسيا إعادة تأهيل النظام من البوابة العربية، وحلفاء النظام لهم مصلحة في تأهيله عربياً، وذلك من شأنه أن يمثل حالة تراكمية يتمكّن خلالها حلفاء النظام من فرضه كأمر واقع على المجتمع الدولي، وبالنسبة لأمريكا فقد أرسلت مسؤوليها العسكريين والأمنيين إلى السعودية ويبدو أنهما حملا رسالة واضحة لها تبيّن الخطوط المسموحة لها في علاقاتها مع النظام أو الصين.

ولفت حوراني إلى أن النظام يحاول من خلال انفتاحه وتجاوبه مع الدول العربية استجرار الدعم المالي مردفاً: "لكن لا أعتقد أنه سينجح في ذلك، ويمكن القول إن الدعم الذي قدمته كل من السعودية والإمارات بشكل خاص بعد كارثة الزلزال هو بمثابة خطوة تشجيعية للنظام للمضيّ قُدُماً في الحل وَفْق الخطوات والمكاسب العربية".

وحول المكاسب التي ترمي لها السعودية من تطبيعها مع النظام قال حوراني: ربما المكسب السعودي هو على المدى المتوسط والقريب يتضح من خلال محاولاتها الانعتاق من الرعاية الأمريكية التي أصبحت باردة جداً إلى الرعاية الروسية الصينية أو التحالف معهما، وربما يكون هذا هو ما يقف وراء تطبيعها مع النظام؛ فالطرفان روسيا والصين من حلفاء النظام.

 

https://nedaa-post.com/%d8%ad%d9%81%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8%d9%88%d8%b1-%d9%8a%d8%af%d8%b9%d9%88-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%b6%d8%ba%d8%b7-%d9%88%d9%85%d9%86%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af/

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد