ترك إرثاً لا يُصدَّق.. الولايات المتحدة تنعى المؤرخ السوري فايز قوصرة

ترك إرثاً لا يُصدَّق.. الولايات المتحدة تنعى المؤرخ السوري فايز قوصرة

نعت الولايات المتحدة المؤرخ السوري فايز قوصرة الذي فارق الحياة في مدينة إدلب يوم الخميس الماضي، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.

وقدمت صفحة السفارة الأمريكية في سورية في تغريدة على منصة "إكس" التعازي لعائلة وأصدقاء المؤرخ فايز قوصرة.

وأضافت: "لقد ترك إرثاً لا يصدق من خلال جهوده لحماية الآثار والتحف في إدلب، مما يضمن قدرة السوريين على الحفاظ على ثراء بلادهم الثقافي للأجيال القادمة".

كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة "تفخر بدعم الجهود المبذولة في إدلب وفي جميع أنحاء سورية للحفاظ على مواقع التراث الثقافي والآثار، بالإضافة إلى المشاريع التي تحمي تراث سورية الطويل الأمد والتنوع الهائل".

رحيل المؤرخ السوري فايز قوصرة 

يوم الخميس الماضي، تُوفي المؤرخ السوري فايز عبد القادر قوصرة، أحد أبرز المؤرخين التاريخيين في سورية، وأبرز أعلام مدينة إدلب، وذلك بعد صراع طويل مع مرض عضال.

وترك قوصرة وراءه إرثاً تاريخياً كبيراً، سيبقى شاهداً على مسيرة طويلة قضاها في توثيق التاريخ الحضاري للمنطقة وتسجيله.

والمؤرخ الراحل باحث ثقافي، بدأ مشواره الثقافي متأثراً بجَدّ أمه المؤرخ والمؤلف "محمد راغب الطباخ"، صاحب سيرة “إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء”، مستمداً منه خبرة سادت أجواء العائلة والمنزل.

وصدرت أشهر مؤلفاته عام 1984 بعنوان “الرحالة في محافظة إدلب”، لتبدأ بعدها سلسلة من المؤلفات والمراجع التي أصبحت إرثاً ثقافياً ومرجعاً لكل مَن يرغب بالاطلاع على تاريخ إدلب وحضارتها.

ومن أبرز مؤلفاته "من إيبلا إلى إدلب”، وهو مجلد ضخم يحوي أكثر من 140 وثيقة وصورة، في 422 صفحة، و"الثورة العربية في الشمال السوري.. ثورة إبراهيم هنانو"، الكتاب الصادر عن وزارة الثقافة السورية، و"التاريخ الأثري للأوابد العربية الإسلامية في محافظة إدلب”، والفائز بالجائزة الأولى في مسابقة جمعية العاديات في حلب عام 2004م.

وشهد قوصرة خلال السنوات الماضية على قصف النظام السوري لمدينته، كذلك عانى الأوضاع الأمنية والمعيشية والجوّ النفسي السائد لدى الكثير من السوريين، ما أدى إلى تقويض عمله في مجال الثقافة.

وكانت آخِر أعمال "قوصرة" إنجاز كتاب تحت عنوان “إدلب البلدة المَنْسِيّة”، وهو عبارة عن أجزاء عدة، الجزء الأول منه يتحدث عن تاريخ إدلب، في 400 صفحة، متطرقاً إلى حال السكان والزوايا والتَّكايا والمساجد والمقابر منذ القدم حتى تاريخ الوحدة بين سورية ومصر، فيما ستتحدث الأجزاء الأخرى عن التغييرات التي طرأت على إدلب في التاريخ الحديث.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد