ترحيل اللاجئين السوريين يؤثر سلباً على القطاع الزراعي في لبنان
تسببت ملاحقة اللاجئين السوريين وترحيلهم قسرياً من لبنان من قِبل الحكومة في تأثُّر القطاع الزراعي سلباً الذي يعتمد على العمال السوريين.
اشتكى مزارعون لبنانيون في منطقة البقاع، من نقص العمال السوريين للعمل في الحقول والأراضي الزراعية، وتضاعف أجورهم في حال توفُّرهم.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن رئيس "تجمع المزارعين والفلاحين" في لبنان إبراهيم ترشيشي، قوله: إن العمال السوريين موجودون منذ عشرات السنين في القطاع الزراعي، الذي يعتمد عليهم بأكثر من 90%، لكن "المشكلة تكمن في الفوضى التي رافقت الوجود السوري في لبنان في السنوات الأخيرة".
وانتقد ترشيشي، القرارات "العشوائية" لتنظيم السوريين، دون تمييز العمال.
وأضاف: "لطالما كان السوريون يأتون إلى لبنان في فصل الصيف ضمن مَن يُعرَفون بالعمال الموسميين، من دون الحاجة إلى إقامة ولا إجازة عمل، ويعودون في الشتاء إلى بلدهم. أما في السنوات الأخيرة، فقد بات الجميع موجودين في لبنان تحت عنوان (اللاجئ)".
وطالب ترشيشي، بالعودة إلى النظام القديم بخصوص وجود عمال الزراعة في لبنان، وتسهيل أمور اللبنانيين والسوريين الذين يريدون العمل ضِمن القانون.
بدورها، طالبت "منظمة العفو الدولية"، المانحين في مؤتمر "بروكسل لدعم مستقبل سورية والمنطقة"، بعدم تقديم دعم مالي إلى لبنان إلا بعد توقُّف انتهاكات حقوق الإنسان، بحق اللاجئين ووقف ترحيلهم قسرياً إلى سورية.
وأصدرت المنظمة بياناً قالت فيه: إن الأمن العامّ اللبناني اتخذ إجراءات جديدة شاملة ضد اللاجئين السوريين، وكثف المداهمات وعمليات الترحيل، بعد أيام من إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تقديم حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو إلى لبنان، مخصصة جزئياً لدعم الأجهزة الأمنية.
ودعت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة آية مجذوب، الجهات المانحة إلى الضغط على السلطات اللبنانية، من أجل الوقف الفوري لحملتها "القمعية غير المسبوقة" ضد اللاجئين السوريين، ورفع الإجراءات "التعسفية" التي تهدف إلى الضغط عليهم لدفعهم إلى مغادرة البلاد.
وقالت مجذوب: "للتضامن مع لبنان، ينبغي على الدول الأوروبية زيادة عدد عمليات إعادة التوطين في الدول الأوروبية للاجئين السوريين المقيمين في لبنان".
بدوره، طالب حزب "القوات اللبنانية"، الذي يرأسه سمير جعجع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي باتخاذ "إجراءات صارمة" ضد الجمعيات المحلية والدولية التي تقدم مساعدات للاجئين في لبنان.