تحضيرات العيد تكشف عن اختفاء الطبقة الوسطى في دمشق
أظهرت استعدادات عيد الأضحى المبارك في مدينة دمشق تفاوتاً في الوضع المعيشي بين الفقراء الذين يشكلون الغالبية من الأهالي، مقابل فئة قليلة من الأثرياء، بينما اختفت الطبقة الوسطى.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن موظف حكومي، قوله: إن كسوة جيدة للطفل اليوم تكلف أكثر من نصف مليون ليرة سورية، ما يعادل خمسة أضعاف راتبه الشهري.
كما أضاف أنه تمكن من شراء بنطال وقميص فقط بنحو 200 ألف ليرة من أموال الحوالة التي أرسلها ابنه الآخر من خارج سورية.
من جهة أخرى، شهدت محال الألبسة الجاهزة والعلامات التجارية في أحياء مثل الشعلان وباب توما والحمراء، حركة مقبولة على الشراء من عائلات "الطبقة المخملية".
المعاناة تغيّب الفرحة وبهجة العيد في درعا
ويحل عيد الأضحى على درعا وسط تردٍ في الأوضاع المعيشية والأمنية وتزامناً مع ظروف قاسية تلقي بظلالها على جميع مفردات حياة الأهالي في عموم المحافظة شأنهم في ذلك شأن جميع السوريين في الداخل.
تلك المعاناة غيبت كثيراً من طقوس العيد وعاداته التي اعتاد الأهالي على القيام بها كما غابت معها مظاهر الفرح التي كانت تسود أيام وليالي العيد والتحضيرات والاستعدادات التي تسبقه.
يقول الحاج سلمان العبود لم تعد الفرحة بالقادم الجديد موجودة إذ غابت البهجة منذ 12 عاماً بعد أن قاست درعا شتى أنواع المعاناة بدءاً من حالة الخوف الذي يفرضه تدهور الأوضاع الأمنية وعدم الشعور بالأمان نظراً لتصاعد الفوضى وعمليات القتل والاغتيال والاستهدافات المتكررة والتي باتت تطال المدنيين فضلاً عن انتشار قطاع الطرق وتكرار عمليات النصب والسرقة.
مضيفاً أن حالة الفقر التي تعانيها الأسر والظروف المعيشية القاهرة وارتفاع الأسعار وضيق ذات اليد عوامل أخرى أسهمت في حرمان الكثيرين من استقبال هذه المناسبة الكريمة، كما اعتادوا سابقاً من شراء للملابس الجديدة وصناعة الحلويات أو شرائها جاهزة وتوزيع لحم الأضاحي على الفقراء والمساكين والأقارب.
فرحة منقوصة في وقت لا تخلو فيها منازل أهل درعا من شهيد أو معتقل أو مغيب أو مهاجر إضافة للضغوطات النفسية التي يعيشها جيل كامل من الشباب في ظل الخوف من المستقبل المجهول وحالة اليأس والضياع وفقدان الأمل والمشاكل الاقتصادية والمعيشية اليومية.