تأجيل مباراة كأس السوبر التركي في السعودية.. الأسباب والتداعيات

تأجيل مباراة كأس السوبر التركي في السعودية.. الأسباب والتداعيات

أعلن الاتحاد التركي لكرة القدم تأجيل مباراة كأس السوبر التي كان من المقرر إقامتها مساء يوم أمس الجمعة في السعودية، وذلك بسبب مشاكل تنظيمية.

وقال الاتحاد التركي في بيان إن طرفَي المباراة ناديَيْ فنربخشة وغلطة سراي قررا بشكل مشترك تأجيل المباراة بسبب "مشاكل تنظيمية".

وتقدم الاتحاد التركي بالشكر للاتحاد السعودي لكرة القدم، ولجميع المؤسسات والمنظمات السعودية ذات الصلة على جهودها في تنظيم كأس السوبر التركي في المملكة.

كما أشار البيان إلى أن تنظيم نهائي كأس السوبر خارج تركيا، جاء بهدف الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية، والاتحاد التركي لكرة القدم.

ولم يقدم الاتحاد التركي تفاصيل أكثر عن ماهية هذه المشاكل التنظيمية والأسباب الحقيقية لتأجيل المباراة قبل وقت قصير من انطلاقتها.

السعودية تعلق على تأجيل كأس السوبر التركي

أصدرت إدارة "موسم الرياض" بياناً يوم أمس الجمعة، علقت فيه على تأجيل مباراة كأس السوبر التركي، المقرر إقامتها على أرضية ملعب أول بارك في العاصمة الرياض.

وأكد البيان على "الاعتزاز بالعلاقة الوثيقة مع تركيا في مختلف المجالات ومن بينها المجال الرياضي".

وقال البيان: "كنا نتطلع لإقامة المباراة في موعدها وفقاً للوائح والأنظمة الدولية لكرة القدم التي تقتضي تقديم الرياضة دون أي شعارات خارج نطاقها".

كما أشار البيان إلى أن هذه النقطة تمت مناقشتها مع الاتحاد التركي في إطار الاجتماعات التحضيرية للمباراة، موضحاً أنه تم التأكيد على ضرورة التقيد بما تقتضيه التنظيمات الخاصة بهذه المباراة وفقاً للوائح والأنظمة الدولية.

وخلال الاجتماعات تم الاتفاق على عزف النشيد الوطني التركي وإبراز علم تركيا داخل الملعب وفي المدرجات تقديراً لمكانة تركيا بالنسبة للسعودية، بحسب البيان.

وعلى الرغم من ذلك الاتفاق، يضيف البيان أنه "كان من المؤسف عدم التزام الفريقين بما تم التوافق عليه، وهو ما أدى إلى عدم إقامة المباراة".

أسباب إلغاء مباراة كأس السوبر التركي في السعودية

يعود السبب المباشر لإلغاء المباراة إلى حدوث خلافات تتعلق بمنع رفع صور مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في المدرجات، ومنع لاعبي الفريقين من ارتداء قمصان تحمل صوره.

كما أن إدارة نادي غلطة سراي أرادت قبل ساعات من المباراة إجراء تعديل في العقد يتضمن السماح برفع لافتة مكتوب عليها عبارة أتاتورك "كم هو سعيد من يقول إنني تركي".

كذلك أرادت إدارة نادي فنربخشة إضافة لافتة "سلام في الوطن، سلام في العالم" إلى العقد، من أجل رفعها في المدرجات.

ورفض الجانب السعودي المنظم للمباراة تلك المطالب باعتبارها تخالف قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي تحظر رفع رموز سياسية في الملاعب.

وبحسب قناة "غلوبل خبر" التركية فإن إدارة موسم الرياض كانت قد وافقت على عزف النشيد الوطني، ورفع ملصقات أتاتورك، والأعلام التركية، ولكنها اعترضت على طلبَي الفريقين.

المعارضة التركية تستغل الموقف

فور الإعلان عن تأجيل المباراة بدأت الأحزاب التركية المعارضة بالتحريض على الحكومة وعلى السعودية في آن واحد، حيث شهدت منصة "إكس" سيلاً من التغريدات في هذا السياق.

زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أوزغور أوزيل، اعتبر أن ناديَيْ فنربخشة وغلطة سراي "قاما بحماية شرف تركيا ضد من فاوض الإدارة السعودية من خلال مصطفى كمال أتاتورك".

كما غردت زعيمة حزب "الجيد" المعارض، ميرال أكشينار، بالقول "أهنئ من كل قلبي غلطة سراي وفنربخشة على حراسة جمهوريتنا ضد أولئك الذين يحاولون قياس مدى حب الأمة التركية لأتاتورك".

من جانبه، قال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو: "أهنئ فنربخشة وغلاطة سراي على حساسيتهما تجاه مصطفى كمال أتاتورك في مباراة كأس السوبر في الرياض، لوننا أحمر أبيض، وخطنا الأحمر هو أتاتورك".

كما اعتبر في تغريدة أخرى أن "ما حدث في بلد أجنبي أحزننا بشدة، ولم تعد هذه المباراة محض منافسة، بل أصبحت رمزاً لوحدتنا الوطنية"، حسب تعبيره.

كذلك غرد رئيس الوزراء التركي السابق وزعيم حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، بالقول: "الذين قرروا إقامة نهائي كأس السوبر التركي لكرة القدم في السعودية، هل ساومتم على قيمنا الوطنية؟".

وأردف: "عار على أولئك الذين لا يستطيعون حماية سمعتنا الوطنية حتى في منظمة رياضية".

داود أوغلو وجه انتقاداً للحكومتين التركية والسعودية لعدم قدرتهما على حل خلاف كهذا في وقت تتعرض به غزة لحرب إبادة من قبل إسرائيل.

وقال: "بينما تستمر الإبادة الجماعية في غزة، فإن وضع البلدين الإسلاميين الكبيرين، اللذين لا يستطيعان حل الأزمة حتى خلال النشاط الرياضي، مؤسف".

تحذيرات من أزمة بين السعودية وتركيا

حذر سياسيون وكُتّاب أتراك من افتعال أزمة بين السعودية وتركيا من خلال التراشق الإعلامي بسبب إلغاء المباراة، وربط ذلك بسيادة كِلا البلدين.

النائب عن حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، هلوكي جويز أوغلو، خاطب الشعب التركي قائلاً: "فلندافع عن قيم أتاتورك دون الوقوع في فخ الذين يحاولون اتخاذه وسيلة للتحريض".

من جانبه اعتبر الكاتب إبراهيم كاراغول، أن تركيا تُجر إلى موجة تحريض جديدة، كما حذر من أن "أجندة مختلفة تحاول التبلور من خلال حادثة المباراة".

بدورها، دعت الكاتبة والصحافية التركية أوزنور كوتشوكار إلى تناول هذا الموضوع بحذر وعدم تسييس كرة القدم، كما حذرت من وجود جهات خارجية تريد تعكير العلاقة بين السعودية وتركيا.

وقالت كوتشوكار: "في الوقت الذي تدور فيه الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، وبعد أن استعادت تركيا والسعودية علاقاتهما للتو، فكروا في مَن سيستفيد من إحياء العداء تجاه تركيا في الدول العربية والعداء تجاه العرب في تركيا؟".

الجدير بالذكر أن صحافيين أتراكاً ذكروا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من رئيس اتحاد كرة القدم التركي محمد بيوكيكشي تقديم استقالته على الفور، على خلفية هذه الحادثة.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد