الولايات المتحدة: الزلزال لم يحوّل الأسد إلى رجل دولة يستحق "الاحتضان"!
نداء بوست- رياض الحسن
شنّ السفير جيفري ل. ديلورينتس القائم بأعمال نائب ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، هجوماً عنيفاً على رئيس النظام السوري بشار الأسد واصفاً إياه بأنه "ما زال ديكتاتوراً وحشياً استخدم أسلحة كيماوية ضد الشعب السوري بشكل متكرر".
جاء هذا الهجوم في جلسة مجلس الأمن حول الوضع السياسي والإنساني في سورية يوم أمس الأول 23 آذار/ مارس 2023 وأكد السفير الأمريكي أن نظام الأسد لم يسعَ بشكل جدّي إلى تحقيق السلام في خلال سنوات الحرب، بل ارتكب الفظائع التي يرقى بعضها إلى مصافّ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واختبأ خلف رعاته روسيا وإيران، وأن مشاركته في اجتماعات اللجنة الدستورية التي يرفض عقد الجولة التاسعة لها كانت بسوء نية، وتعكس اعتقاد الأسد أنه يستطيع قتال الشعب السوري أو تجويعه إلى أن يخضع له، وأنه يسعى من خلال هذه المماطلة للحصول على عروض وتنازلات أفضل من المجتمع الدولي بينما لا يقترح شيئاً لبناء الثقة، وأنه يتعين على الأسد أن يعاود الانخراط بشكل بنّاء في العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، فهو السبيل الوحيد القابل للحياة للتوصل إلى حل سياسي دائم للصراع.
من جانب آخر حذر السفير الدول التي تتعامل مع الأسد، وذكّرها بأنه لا يزال يغرق المنطقة بالكبتاجون وينشر الإدمان والجرائم، وأن كارثة الزلزال لم تحوّل الأسد إلى رجل دولة يستحق الاحتضان، ووحدها الإصلاحات الحقيقية والشاملة والتي لا يمكن الرجوع عنها قادرة على تحقيق ذلك.
وحول ادّعاءات النظام وحلفائه أن العقوبات الأمريكية هي سبب الأزمة الإنسانية في سورية، فقد رفض السفير هذه الادّعاءات رفضاً قاطعاً وقال: إن الحرب التي يخوضها الأسد منذ 12 عاماً والمدفوعة بسوء إدارة نظامه وفساده هي السبب الواضح للأزمة، وأكد أن العقوبات تستهدف الأسد وأعوانه الذين ارتكبوا الفظائع والانتهاكات، وأنها لا تعيق تدفق المساعدات الإنسانية.
يأتي هذا الانتقاد لـ "عناق الأسد" بعد 3 زيارات خارجية له أعقبت الزلزال، واستُقبل فيها في سلطنة عمان، وروسيا، والإمارات العربية المتحدة بمراسيم رئاسية بروتوكولية هي الأولى من نوعها منذ بدء النزاع في سورية عام 2011، وتخللها زيارات وزراء خارجية عرب إلى دمشق، في خطوات اعتبرت بداية إعادة تأهيل للأسد "المنبوذ"، وهو ما دعا الاتحاد الأوربي للتأكيد على لاءاته الثلاث: لا للتطبيع مع النظام، لا لرفع العقوبات عنه، ولا لإعادة الإعمار، كما دعا الإدارة الأمريكية للتأكيد على موقفها في عدم التطبيع مع الأسد، وعدم تشجيع أي مبادرة تتعلق بذلك، وبأنها ستعاقب كل من يخرق العقوبات الأمريكية المفروضة على نظامه.