النظام السوري يغدر بفلاحي دير الزور ويثمّن القمح بنصف التسعيرة المُعلن عنها
تفاجأ الفلاحون في مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، بتسعيرة القمح الجديدة التي أقرتها "مؤسسة الحبوب" التابعة للنظام بعد استلامها معظم محصول هذا الموسم.
وقال مراسل "نداء بوست": إن الأسعار في فواتير الشراء التي قدمتها "مؤسسة الحبوب" للفلاحين بعد تسليم محصولهم مخالفة للأرقام التي أعلنت عنها في بداية تسويق المحصول.
وأشار مراسلنا إلى أن سعر الكيلوغرام من القمح تراوح في فواتير المؤسسة ما بين 950 ليرة سورية و1400 ليرة سورية في أحسن الأحوال.
وبررت مؤسسات النظام اعتمادها تسعيرة الدرجة الرابعة الأدنى سعراً، بـ"رداءة القمح المورد إليها، وكثرة الشوائب داخله".
وكانت اللجنة الاقتصادية التابعة للنظام أعلنت في الخامس من شهر أيار/ مايو الماضي تسعير القمح للموسم الحالي بـ 2500 ليرة سورية لكل كيلوغرام من مادة القمح مع إضافة مبلغ قدره 300 ليرة سورية للكيلوغرام كـ “حوافز تشجيعية”، على حد تعبيرها.
وبلغ سعر كيلوغرام القمح الذي حدده النظام كاملاً 2800 ليرة سورية، أي ما يعادل 30 سنتاً بعد ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تعدى سعر 8000 ليرة سورية، بعد أن كانت حددته خلال العام الفائت بما يعادل 50 سنتاً.
وخيبت تسعيرة القمح التي أعلن عنها النظام آمال الفلاحين في محافظة دير الزور لأنها غير متناسبة مع تكاليف الإنتاج التي خسرها الفلاحون منذ بداية الموسم.
ويرغب أغلب الفلاحين في دير الزور ببيع القمح إلى التجار أو تخزينه بسبب تحديد النظام لأسعار متدنية لهذا الموسم، لكن التضييق عليهم والتهديد باعتقالهم يدفعهم إلى تسليم محصولهم للنظام.
"قسد" تنافس النظام السوري على قمح دير الزور
أعلنت “الإدارة الذاتية” التابعة لقسد في العاشر من الشهر الماضي، التسعيرة النهائية لشراء محصولَي القمح والشعير ضِمن المراكز التابعة لها في مناطق سيطرتها.
وحددت "الإدارة الذاتية" سعر الكيلوغرام الواحد من مادة القمح بـ 43 سنتاً أمريكياً أي ما يقارب 3700 ليرة سورية.
أما بالنسبة للشعير فقد حددت سعر الكيلوغرام الواحد منه بـ 35 سنتاً أمريكياً أي ما يقارب 3000 ليرة سورية.
وبحسب بيان نشرته “الإدارة الذاتية” فإنها قامت بتسعير المادة بعد عدة اجتماعات ضمت أعضاء المجلس التنفيذي إضافة لهيئات الري والزراعة وهيئة المالية والاقتصاد واتحاد الفلاحين وبعد دراسة تكاليف الإنتاج في الدونم الواحد.
وزعمت الإدارة أن التسعيرة الجديدة تتناسب مع تكاليف الإنتاج، وخاصة بعد موسم الأمطار الجيد الذي شهدته المنطقة خلال العام الحالي.
وتتراوح تكلفة زراعة الدونم الواحد من محصول القمح بين 650 - 700 ألف ليرة سورية أي أن تسعيرة الكيلوغرام الواحد يجب ألّا تنخفض عن حد 3500 ليرة سورية على أدنى تقدير كي تتناسب ومصاريف زراعة المحصول.
وتتضمن التكاليف ثمن البذار الذي يستخدمه الفلاحون والذي يتراوح سعره ما بين 400 – 1000 دولار أمريكي للطنّ الواحد وثمن الأسمدة يتراوح ما بين 650 – 1100 دولار أمريكي فضلاً عن تكاليف الزراعة والحصاد والري وغيرها.
ويُضاف إلى تلك المصاريف 50 ألف ليرة سورية كثمن حراثة الدونم الواحد و20 دولاراً كثمن أدوية ومبيدات حشرية إضافة لما يقارب 70 ألف ليرة سورية ثمن المحروقات اللازمة لعمليات السقي و50 ألف ليرة سورية ثمن حصاد الدونم الواحد.
ويعتبر محصول القمح من المحاصيل الإستراتيجية المهمة بالنسبة للفلاحين، إلا أن احتكار النظام وقسد على حد سواء لعمليات شراء المحصول ومنع نقله أو بيعه خارج مناطق سيطرتها إضافة لفرض الإتاوات والضرائب عليه جعل منه عبئاً إضافياً يثقل كاهله.