الميليشيات الإيرانية تكثف من انتشارها في ريف حمص.. ومخابرات الأسد تفرض قبضتها الحديدية على المدينة

الميليشيات الإيرانية تكثف من انتشارها في ريف حمص.. ومخابرات الأسد تفرض قبضتها الحديدية على المدينة

نداء بوست- سليمان سباعي- حمص

شكلت محافظة حمص بيئة مناسبة لانتشار مختلف  الميليشيات الإيرانية واللبنانية التي ساندت نظام الأسد خلال حربه على السوريين، وذلك نظراً لما يمثله الموقع الجغرافي للمدينة التي تتوسط المحافظات السورية وتربطها ببعضها البعض.

وشكّل الريف الشرقي لمحافظة حمص الثقل الأبرز للقوات والميليشيات الأجنبية المتواجدة على الأراضي السورية لا سيما المناطق المتاخمة لمناجم استخراج الفوسفات والغاز الطبيعي كما هو واقع الحال بما يخص خنيفيس والصوانة.

وعلى الرغم من الانتشار الواسع لكل من ميليشيا حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني ولواء فاطميون وغيرها من الميليشيات التي تتلقى دعمها الكامل من قِبل إيران شرق حمص، إلا أن تواجدهم العسكري داخل المدينة كان معدوماً بشكل شِبه كامل، حيث أحكمت أفرع المخابرات التابعة لنظام الأسد قبضتها الأمنية على المدينة.
وتسبب التداخل الجغرافي بين القرى والبلدات التي يقطنها الغالبية الشيعية مع أبناء المدن والبلدات التي واكبت الثورة السورية وذات الغالبية السنية بإنشاء حواجز عسكرية ونقاط فصل بين الجهتين لضمان عدم حدوث أي مواجهات مسلحة بين أبناء كِلا الجانبين.

وتعهدت روسيا التي ضمنت اتفاق المصالحة بين فصائل المعارضة من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى منتصف عام ٢٠١٨ الماضي بإنشاء حواجز ونقاط فصل بين المنطقتين، ليتولى أمر حمايتها لاحقاً مجموعات من عناصر ميليشيا "لواء الرضى" الذي أُسس بدعم إيراني شيعي وذاع صيته بين عامَيْ ٢٠١٢ و ٢٠١٥.

ويتولى مسألة الفصل بين الجهتين شمال حمص كل من كتيبة المهامّ الخاصة على أوتوستراد "حمص-حماة" يقابلها حاجز ملوك التابع للفرقة ١٨ قبل أن يبدأ المد الإيراني المتمثل بحواجز ونقاط فصل بين الأراضي الزراعية المتاخمة لمدينة تلبيسة من الجهة الجنوبية في كل من المختارية والأشرفية وصولاً إلى بلدة حوش حجو آخِر القرى الشيعية التي يربطها تداخل جغرافي مع أراضي السُّنة.

وتتولى مجموعة من المفارز الأمنية التابعة لنظام الأسد مراقبة الأوضاع الأمنية داخل مدينة تلبيسة دون التدخل بأي شكل من الأشكال لحل النزاعات المسلحة التي تندلع بين الحين والآخر بين تجار المخدرات، ناهيك عن مسألة التزام تلك المفارز بمقراتها دون التدخل لإنهاء حالات الفلتان الأمني الذي تشهده مناطق سيطرة النظام.

في السياق ذاته، وعلى الرغم من التواجد الأمني لمفارز المخابرات في مدينة الرستن شمال حمص إلا أن اليد الضاربة في المنطقة تعود لكتيبة التدخل السريع التابعة لميليشيا "اللواء ٤٧" الإيراني الذي يتخذ من جبل الأربعين بريف حماة الجنوبي مقراً رئيسياً لعناصره.

وعهدت قيادة اللواء 47 للمدعو خير الله عبد الباري الملقب خيرو الشعيلة من أبناء مدينة الرستن لقيادة فوج التدخل السريع ليضمن بذلك ولاء إحدى أكبر مدن الريف الشمالي لمحافظة حمص والتي لعبت دوراً كبيراً خلال أحداث الثورة السورية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد