المحلل السياسي معن طلاع لـ"نداء بوست": الاجتماع الرباعي لن يحقق شيئاً
نداء بوست-كندة الأحمد-إسطنبول
كشفت وزارة الخارجية التركية عن اقتراب عقد الاجتماع الرباعي مع روسيا وإيران ونظام الأسد في موسكو بعد أن تم تأجيله وكان من المقرر أن يكون هناك محادثات على مستوى وزراء الدفاع وعلى مستوى نواب وزراء الخارجية لكن تم تأجيله أيضاً "لأسباب فنية".
ومن جانب آخر قال نائب وزير الخارجية الروسية "ميخائيل بوغدانوف": إنه لم يتم التوصل لأي اتفاق بين تركيا ونظام الأسد بخصوص عقد الاجتماع ولا يوجد تواريخ محددة للاتفاق على موعد عقده.
وقال المحلل السياسي و الباحث في مركز "عمران للدراسات الإستراتيجية" معن طلاع لموقع "نداء بوست": "الأمور الراهنة لا تزال قيد النقاش حيال عقد الاجتماع الرباعي هناك عدة ملفات مستعصية وهناك رغبة تركية بغضّ النظر عن دوافعها المرتبطة بالصعوبات التقنية الهائلة غير قضية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية".
وأضاف "طلاع": "بالإضافة لتغيير نظرة تركيا للمعارضة السورية فيما يتعلق بالأجسام العسكرية الموجودة في هذه المنطقة ولا سيما وجود هيئة تحرير الشام وهناك سؤال ربما مهم جداً وهو هل سيلتقي التعاون من أهداف أمنية جزئية إلى سياسية وقضايا تقنية لتسيير الاتفاقيات الثلاثة من طرف إعزاز إلى إدلب ومن بينها معابر اقتصادية وعودة تطبيق نموذج درعا هذه كلها مراكز طبيعة التوجهات يحكمها منطق سياسي وليس منطق مصلحي بحت لأن هناك مستقبلاً يتعلق بوجود الفصائل العسكرية شمال سورية".
كما أشار "طلاع" خلال حديثه إلى أن الطرف التركي ينظر لإمكانية عقد هذا الاجتماع لسببين الأول هو انعكاس رأي المعارضة التركية على تواجد اللاجئين السوريين والعلاقة مع روسيا والموقف الحيادي الذي لعبته تركيا في الحرب الأوكرانية أعطت روسيا عدة مكاسب من خلالها في إنجاز اتفاقيات على مستوى العالم كـاتفاق القمح والطاقة وبالتالي لا تريد أن تخسر علاقتها مع موسكو التي بدورها تريد أن تطمئن على مسار أستانا، وتركيا ذهبت خطوة قوية مع النظام السوري في مسار المفاوضات".
ويرى طلاع أهمية الموقع التركي في اتخاذ موقف الحياد معلقاً: "هناك موضوع قسد التي أعادت تعريف نفسها مع نظام الأسد والدعم الأمريكي المقدم لها طيلة سنوات ورفض النظام إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وهذا ما تريده تركيا ولا يريده النظام".
وأوضح طلاع بقوله: "ربما نظام الأسد لديه هامش في صُنع القرار لكن التحولات الماضية كانت تجبره للانصياع للروس وعندما ذهب بشار إلى موسكو وبرفقته فريق شاهدناه من الواضح أنه يريد توقيع اتفاقيات إستراتيجية بالانخراط مع الروس في محور إعادة المعسكر الشرقي".
وختم طلاع في حديثه: “هناك ضغط بهدف ارتقاء الاجتماع الرباعي ليكون إستراتيجياً وروسيا حقيقةً تريد نجاح هذا الحوار لكن المباحثات مَن فرضها إيران وفي نفس الوقت نظام الأسد يعلم أن أي لقاء مع الجانب التركي سيعود لأنقرة ولن يعود له. قد يحصل على المكتسبات لكن بهدف الانسحاب التركي هو يدرك تماماً أن هذا لن يحصل لأن أي تغيير على مستوى الإستراتيجية التركية الإقليمية قبل الانتخابات يعتبر كارثياً لذلك النظام يحاول رفع مستوى المفاوضات".