الصحافي كنان وقاف يهاجم بشار الأسد بعد نجاته من السجن ومغادرة سورية
شن الصحافي السابق في جريدة "الوحدة" الرسمية، كنان وقاف، هجوماً لاذعاً على رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد أن تمكن من النجاة من سجونه والهرب إلى خارج سورية.
جاء ذلك في مدونة نشرها وقاف يوم الأربعاء الماضي في موقع "العربي الجديد"، تحدث فيها عن ظروف اعتقاله في سجون النظام السوري، وهاجم الأسد الذي وصفه بـ"رأس الفساد".
وبدأ وقاف مدونته بالحديث عن خروجه من سورية وكيفية قيام والده بتسليمه إلى المهرب، للانتقال نحو "المنفى"، بعد خروجه من سجون النظام السوري.
كما أشار وقاف إلى المخاطر التي يواجهها العاملون في المجال الإعلامي في مناطق سيطرة النظام، وملاحقة الأخير لـ"السلطة الرابعة" ومحاربتها.
بشار الأسد رأس الفساد
قال وقاف: إنه بات الآن يعيش في المنفى فقط لأنه أحب الصحافة وعمل بها، ولأنه "آمَن بوطنه" و"اعتقد مخطئاً" أن سورية ككل البلدان، مهمة الصحافي هي قول الحقيقة وفضح الفساد.
وأضاف: "لكني نسيت أنّ الفساد عندنا هو الحاكم، والمفسدون هم أزلامه، وأننا مجرّد عبيد في مزرعتهم التي أقنعونا كذباً أنها وطن".
ظروف الاعتقال في سجون النظام السوري
روى وقاف ظروف اعتقاله في سجون النظام، حيث سبق أن تعرض للاعتقال 3 مرات خلال الأعوام القليلة الماضية، جميعها بسبب حديثه عن الفساد في سورية.
وأوضح أن المرة الأولى التي تم اعتقاله بها، جاءت بعد نشر تحقيق عن شبكة فساد في "مؤسسة حكومية"، مضيفاً أنه تمّ استدراجه بـ"حيلة شيطانية" إلى فرع الأمن.
وأضاف: "عقلي لم يكن ليستوعب أن شخصاً بغض النظر عن موقعه ومكانه وعمله، قد اكتشف هدراً وسرقة بملايين الدولارات من خزينة الدولة سيكون مصيره السجن، بينما يجلس الفاسدون على كراسيهم بكلّ عنفوان ويصدرون الأوامر بسجنه".
وزعم وقاف أن أغلب العناصر والضباط الذين قابلهم كانوا من "المعارضين قلباً، والمحتجين على نظام الفساد هذا"، لكنهم كانوا خائفين على أنفسهم، وعلى عائلاتهم.
أما السجن، قال وقاف إنه كان عبارة عن غرفة تضم 50 سجيناً أثناء تفشي جائحة كورونا، مضيفاً أن فراشه كان ملاصقاً للحمام الذي كان بابه مهترئاً، وكان دائماً يصحو "بسبب رذاذ البول المتناثر على وجهه كلما دخل أحدهم ليقضي حاجته".
الأفرع الأمنية والتهم المعلبة
أقر وقاف بوحشية الأفرع الأمنية التابعة للنظام، وكذلك بتلفيقها التهم لأي شخص ترغب في اعتقاله، وبالانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المعتقلون.
وقال: "لا أحد في سورية لم يعرف شخصياً أو يسمع من قريب له عن سطوة الأجهزة الأمنية، عن قذارة أساليبها ووحشية معاملتها أياً كان نوعها".
وأضاف: "تلفيق التهم هو الأسلوب المفضل لديها، فالتهمة التي تدخل بها قد تكون أبسط ما ستواجهه من تهم إضافية، فأنت مجرد فريسة ممتازة تلصق بك كل الأحداث والقضايا التي قيدت ضد مجهول ليثبت الضابط المسؤول حسن عمله الأمني".
وأشار إلى أنه كونه صحافياً "معارضاً للفساد" و"يرفض التطبيل والتأليه للرمز"، فقد واجه "أقصى ما يمكن توقعه بالكوابيس"، مضيفاً أن ذلك كله يجري "بنصوص وقوانين جاهزة تم سنها لتناسب كل مرحلة".
وأكد أن النظام اتهمه بـ"اغتصاب فتاة قاصر، وسرقة سيارة، والتهرب من أداء الخدمة الإلزامية"، ما يستلزم محاكمة عسكرية أيضاً.
كيفية إطلاق سراح كنان وقاف
وعن كيفية إطلاق سراحه، قال وقاف: إن الضجة الشعبية التي أثارها اعتقاله، وحديث وسائل الإعلام المعارضة عنه، وكذلك الوكالات الدولية، ساهم في الإسراع من الإفراج عنه.
وزعم النظام أن اعتقال وقاف هو "خطأ" من قائد شرطة طرطوس، وبسبب تشابه أسماء بينه وبين شخص يدعى "خليل".
كما أكد أن الأفرع الأمنية ضغطت على زوجته خلال فترة اعتقاله، لمنعها من الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام الأجنبية حول أسباب وظروف اعتقال زوجها.
تجدر الإشارة إلى أن النظام اعتقل وقاف في أيلول/ سبتمبر عام 2020، بسبب تقرير نشره عن الفساد في شركة كهرباء طرطوس.