الشاعر الفلسطيني زهير أبو شايب في الذكرى 12 للثورة: الدم السوري خلخل معنى النظام العربي
قبل الدم السوريّ كنّا نعتقد أنّ العدوّ الرئيسيّ موجود في الخارج، وأنّ تناقضنا مع (النظام العربيّ) تناقضٌ ثانويّ يمكن تأجيله أو تجاهله أو التخلّي عنه. لكنّ الدم السوريّ لم يخلخل بنية النظام الأسديّ المجرم فقط، بل خلخل معنى (النظام العربيّ) كلّه، وأثبت لنا أنّ الوطن هو الإنسان، وأنّ الّذي يقتل الإنسان ويرهبه ويشرّده لا يمكن أن يكون وطنيّاً، ولذا فإنّ القبول به هو شكل من أشكال خيانة الذات.
لقد كانت الثورة السوريّة، في جوهرها، ثورة ضدّ الخوف. ولذا فإنّ الانحياز إليها ليس مجرّد انحياز أخلاقيّ، بل هو انحياز فطريّ إلى ما هو إنساني فينا. هكذا أعرّف ذاتي: فأنا إنسان بقدر ما أنا سوريّ، لا لأنّ السوريّ يمتلك وهج الضحيّة، بل لأنّه يمتلك خفة الكائن الّذي انتصر على الخوف؛ وسوريّة الّتي أنحاز إليها موجودة هناك في حلم الثورة لا في كابوس النظام الثقيل.
المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.