الجزار عاد إلى كنف المجرم.. 41 عاماً على مجزرة حماة فاتحة المجازر في سورية

الجزار عاد إلى كنف المجرم.. 41 عاماً على مجزرة حماة فاتحة المجازر في سورية

 

نداء بوست- سورية

يحمل شهر شباط ذكرى موجعة تمثل جرحاً غير مندمل في وجدان السوريين وهي مجزرة حماة التي عاش مرتكبها رفعت الأسد عقوداً في أوروبا ليعود قبل عام إلى كنف ابن أخيه بشار الأسد صاحب أكبر الجرائم في تاريخ سورية، لكن هروبه من فرنسا لم يكن خوفاً من عدالة منشودة للأرواح التي أزهقها في حماة، بل لـ "فساده المالي".

ويصادف شباط - 2023 ذكرى مرور 41 عاماً على ارتكاب نظام الأسد بقيادة حافظ الأسد مجزرة مروعة في مدينة حماة عام/ 1982 امتدت على مدى الشهر بأكمله وكان على رأس منفذيها أخوه رفعت الأسد.

وجمعت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بيانات لقرابة 3762 مختفياً قسرياً من أبناء مدينة حماة، إضافة إلى بيانات لقرابة 7984 مدنياً تم قتلهم. إلا أن التقديرات تشير إلى مقتل ما بين 30 إلى 40 ألف مدني، إضافة إلى نحو 17 ألف مفقود. وتشير الشبكة إلى أن التعتيم الإعلامي والدولي على المجزرة حال دون توثيقها وذكرت في تقرير سابق أن هيئات الأمم المتحدة خلت من أية إشارة إلى المجزرة على الرغم من أن جرائم القتل والاختفاء القسري تشكل جرائم ضد الإنسانية.

وفي تفاصيل المجزرة، حشد حافظ الأسد بقيادة رفعت قوات من الجيش وأجهزة الأمن، وفرضت شكلاً من أشكال الحصار على مدينة حماة نهاية كانون الثاني-1982. لتبدأ قصفها مساء يوم الثلاثاء 2 شباط وتقتحمها بقوات قوامها 20 ألفاً بذريعة هي القضاء على بضع مئات من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.

وبحسب "الشبكة السورية" اقتحم عدد من القوات المدينة من عدة محاور، وقاموا بعمليات إعدام ميداني وقتل عشوائي، إضافة إلى العشرات من عمليات النهب والعنف الجنسي، وجرت اشتباكات مسلحة بين قوات رفعت الأسد وعناصر الإخوان المسلمين في المدينة، وتحدث تقرير الشبكة عن تدخُّل سلاح الطيران ودخول الدبابات وقصفها المنازل دون تمييز بين مدنيين ومسلحين وقتلت القوات المقتحمة المئات من أبناء المدينة، دون توجيه تهمة، وقامت بإعدام البعض منهم رمياً بالرصاص في الشوارع.

وبقيت عمليات القصف والاشتباكات مستمرة دون توقف حتى يوم الجمعة 5/ شباط، عندما بدأت قوات النظام السوري عمليات اقتحام الأحياء، واستكملت دباباته تدميرها، وقتلت عشرات المدنيين داخل منازلهم، إضافة إلى عمليات قتل لجرحى، واستهداف عائلات بكاملها بمن فيها من نساء وأطفال وشباب، لمجرد انتماء بعض أفرادها لجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى نهب محتويات المنازل، ثم حرقها، مع ترديد وكتابة عبارات تحمل صبغة تطهير طائفي.

وشهد السادس من شباط عمليات إنزال جوي قامت بها قوات النظام السوري ترافقت مع أفعال سادية. ومن ثَم استمرت عمليات القصف والاقتحام والاشتباك في مختلف أحياء المدينة حتى الإثنين 8/ شباط، تاريخِ سيطرة قوات النظام السوري على منطقة السوق جنوب نهر العاصي، لتبدأ من اليوم التالي سلسلة اقتحام الأحياء تباعاً، واحتجاز أسر كاملة، ثم قتلها رمياً بالرصاص، واستمرت الاشتباكات في عدد من الأحياء حتى 23/ شباط، واتبعت قوات النظام السوري سياسة التدمير الشامل، ولم ينجُ تقريباً أحد من سكان تلك الأحياء. واستمرت عمليات الملاحقة، والقتل على الهُوية، حتى يوم الأحد 28/ شباط، وبدأت بعض القوات المحيطة بالمدينة العودة إلى ثكناتها العسكرية، وبقي العديد من الحواجز العسكرية داخل المدينة، ولكن عمليات القتل والتصفية الفردية لم تتوقف، بل استمرت حتى منتصف آذار/ 1982.

وبالإضافة إلى عشرات آلاف الضحايا دمر الهجوم قرابة 79 مسجداً وثلاث كنائس، كما دمر العديد من أحياء المدينة بما فيها الأثرية منها، وظلَّت مدينة حماة تحت حصار مطبق طيلة شهر شباط، مع فرض حظر تجوال واسع على سكانها.

وبعد هذه الجريمة المروعة انتقل منفذها رفعت الأسد إلى أوروبا مع مئات ملايين الدولارات من مقدرات الشعب السوري بعد خلاف مع أخيه حافظ على السلطة، وبقي هناك دون أي محاسبة حتى بدأت محاكمته بجرائم "مالية" ليعود هارباً إلى سورية ويعيش في كنف بشار الأسد الذي وسع مجزرة حماة على كامل تراب سورية وفي كل مدنها.

 

https://nedaa-post.com/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a8%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%a9-%d8%aa%d8%b2%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%aa-%d9%85%d8%b9-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%b1%d9%81%d8%b9%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9/

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد