الباحث وائل علوان لـ "نداء بوست": تطبيع قيس سعيد مع الأسد مرتبط بتموضع تونس في علاقته مع إيران
الباحث وائل علوان لـ "نداء بوست": تطبيع قيس سعيد مع الأسد مرتبط بتموضع تونس في علاقته مع إيران
نداء بوست- أخبار سورية- آلاء عوض
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، مساء الجمعة، أنه يعتزم إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سورية، والتي انقطعت منذ عام 2012.
وقال سعيد -خلال لقائه وزير الخارجية نبيل عمار- "ليس هناك ما يبرر ألا يكون هناك سفير لتونس لدى دمشق وسفير للجمهورية العربية السورية لدى تونس مضيفاً أن مسألة النظام في سورية تهمّ السوريين وحدهم، وأن تونس تتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لها إطلاقاً في اختيارات الشعب السوري".
مردفاً أن هناك جهات كانت تعمل على تقسيم سورية لمجموعة من الدول منذ بداية القرن الـ 20 ولن نقبل بذلك.
وجدد البلدان، في 4 آذار / مارس، رغبتهما في عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها من خلال رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل الزيارات، وذلك عبر اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التونسي ونظيره لدى نظام الأسد فيصل مقداد.
وأصدر ديوان الرئاسة التونسي في 9 شباط/ فبراير بياناً أعلن فيه أن الرئيس سعيد قرر رفع مستوى الممثل الدبلوماسي التونسي في سورية.
يتقاطع الموقف التونسي مع مواقف دول أخرى وجدت من كارثة الزلزال باباً لإعادة تعويم النظام وإدخاله مجددا في الساحة الدولية وفي مقدمتها مصر والإمارات، في ظل اشتداد نبرة واشنطن بأنها ستعاقب كل من يطبّع مع الأسد.
حول هذا الموضوع قال الباحث السياسي في مركز “جسور” وائل علوان لـ"نداء بوست": لا شكّ أن تصريحات قيس سعيّد الأخيرة حول إعادة العلاقات مع نظام الأسد مرتبطة بتموضع تونس في علاقتها مع إيران، وعلاقتها مع تحالفات عربية ودولية أخرى، إذ تختلف العلاقة في التطبيع مع النظام ما بين دولة وأخرى، بحسب تموضع كل دولة ضمن العلاقات الإقليمية والدولية والمحاور الكبرى على مستوى المنطقة والعالم، وليس بمصالحها مع النظام بشكل مباشر.
مضيفاً "حتى مصر أو الأردن أو سلطنة عمان، هذه الدول التي تظهر تقرّباً أخيراً مع النظام، تدرك أنه لا يُرجى منه أي فائدة أو مصلحة ولا يمكن أن يقدّم أو يؤخر في أيّ ملف وعلى كافة المستويات".
وشدّد علوان أن "فقاعات التطبيع" الأخيرة مع النظام من عدة دول لن تؤثّر على بقائه منبوذاً، ومعزولاً سياسياً، ولن تؤثر على مسار عدم التطبيع الحقيقي معه.
مؤكداً أن العامل الرئيسي في ذلك هو الموقف الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، "فهناك تأكيد على ثبات الموقف الأمريكي حتى الآن، وهناك تأكيد على (اللاءات الثلاث) ومنها لا للتطبيع مع النظام من قبل دول الاتحاد الأوروبي".
والعامل الثاني المهم جداً هو موقف الدول العربية الأكثر تأثيراً في ملف التطبيع العربي وعودة النظام إلى جامعة الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والتي ما تزال ترى أن النظام غير مُنخرط في العملية السياسية، وهذا شرط أساسي في عودته إلى الجامعة. وَفْقَ علوان.