الأمم المتحدة...تفاهم المعابر الحدودية مع النظام السوري "تفاهم شفهي
أكّد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "فرحان حق" أن التفاهم الذي تم بين الأمم المتحدة والنظام السوري حول طريقة استخدام الأمم المتحدة للمعابر الحدودية الثلاثة شمال غرب سورية هو تفاهم شفهي تم بين وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية "مارتن عريفيث" وبين النظام السوري، وأنه تم إطلاع أعضاء مجلس الأمن والدول الإقليمية على التفاهم، وهو ما أكّده مصدر دبلوماسي مطّلع على سير ونتائج المفاوضات.
وفسّر "فرحان" حديثه في مؤتمره الصحفي يوم أمس عن تفاهم بعضه مكتوب وبعضه شفهي، بأن المكتوب هو رسالة النظام هذه، والرد الأول من الأمم المتحدة قبل بدء المفاوضات، واعتبر أن هذه المراسلة تعتبر جزءاً من العملية.
ويشير ذلك إلى أن النظام السوري كان قد اشترط في رسالته "عدم تواصل الأمم المتحدة وممثليها وطواقمها مع التنظيمات والمجموعات الإرهابية والهياكل الإدارية اللاشرعية المرتبطة بها في شمال غرب سورية، بما فيها ما يسمى "الحكومة المؤقتة أو حكومة الإنقاذ"، كما اشترط "السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر العربي السوري بالإشراف على تسهيل وتوزيع المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في شمال غرب سورية"، وكذلك اشترط "عدم تدخل العقوبات أحادية الجانب في عمليات الإغاثة الإنسانية التي يستفيد منها السوريون، أو الحصول على الخدمات الأساسية".
وألمح "فرحان" إلى أن النظام قدم تنازلات خلال المفاوضات، لكنه رفض الحديث عنها، وأحال الأمر إلى النظام السوري فيما لو رغب بالإفصاح عن "الصفقة".
وأفاد مصدر دبلوماسي خاص إلى "نداء بوست" أن النظام تراجع عن جميع شروطه لكن رفضه تقديم التزام مكتوب يخالف رسالته الرسمية المعلنة التي أرسلها يوم 13 تموز/ يوليو الماضي، وأودعها في وثائق الأمم المتحدة ، والتي ضمّنها شروطه على استخدام المعابر، هو من ضمن سياسته في عدم تقديم تنازلات في مسار الأمم المتحدة، سواء في المفاوضات حول الحل السياسي على أساس بيان جنيف، والقرار 2254، أو في مفاوضات اللجنة الدستورية، أو في التعاون الجاد مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ولجان التحقيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وأضاف المصدر أن الاتفاق الشفهي يثير الهواجس بشكل أكبر من احتمال تلاعب النظام به، ووضع العراقيل أمام تطبيقه، أو تجييره لصالحه في وقت لاحق بغياب قرارات أممية تضبط موضع المساعدات الإنسانية الأممية.