اكتشاف بيئي جديد لباحثين سويسريين.. هل وجدوا الحلّ الأمثل لمشكلة النفايات؟
أكد باحثون في سويسرا اكتشاف بكتيريا تتغذى على البلاستيك في جبال الألب، ما فتح الباب أمام الحديث عن إمكانية إنهاء مشكلة النفايات.
وقال العالِم من المعهد الفيدرالي السويسري لأبحاث الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية، جويل روثي: إن مشروع دراسة بحثية كشف عن أنَّ بعض الأحياء الدقيقة التي تعيش في جبال الألب في كانتون غراوبوندن السويسرية وفي القطب الشمالي قادرة على هضم نوعين من البلاستيك.
وأضاف أن أولهما حيوي وهو متعدد يوريثان (PUR)، والآخر أحفوري وهو مزيج عشوائي من متعدد بوتيلين أديبات تيريفثاليت ومتعدد حمض اللاكتيك (PBAT/PLA).
وأشار العالِم، إلى أن الأول يُستخدم في صناعة الإسفنج المنزلي والفرش والأحذية الرياضية.
كما أن الثاني يستخدم في صناعة أكياس الكمبوست البلاستيكية.
ولم تُظهر أي من سلالات الأحياء الدقيقة القدرة على هضم البولي إيثيلين غير القابل للتحلل (PE).
وقد يكون اكتشاف أحياء دقيقة قادرة على تحليل المواد البلاستيكية عند درجات حرارة متدنية (15° مئوية) مدخلاً قيِّماً في عملية استخدام الإنزيمات لأغراض تحليل المواد البلاستيكية وإعادة تدويرها.
النتائج الأولى من نوعها
عند سؤال جويل روثي عما إذا كانت النتائج التي توصل إليها هي الأولى من نوعها في العالم، أجاب في تصريح لـ "SWI swissinfo.ch": نعم، يمكنني أن أقول ذلك. يوجد العديد من الدراسات التي تتناول بالبحث الكائنات الحية الدقيقة آكلة البكتيريا*.
واستدرك: "لكنَّ المعلومة الجديدة المهمة هي أنها تنمو عند درجات حرارة منخفضة، وهي معلومة تشكل مفاجأة".
وكانت هناك أيضاً دراسات سابقة، تناولت على سبيل المثال الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أعماق البحار، كشف فيها الباحثون عن هضم وتحليل المواد البلاستيكية القابلة للتحلل الحيوي.
هل ستُحلّ مشكلة التلوث البلاستيكي؟
حول هذا السؤال، قال جويل روثي: "أظن أنه لا يُمكننا فعليًّا إنهاء التلوث البلاستيكي بهذه الطريقة، لأنَّ التلوث البلاستيكي مشكلة أخرى مختلفة".
ولا يزال ينبغي على الناس أن "يتخلصوا من نفاياتهم بالطريقة الصحيحة، لا يُمكن لهذا البحث أن ينهي مشكلة إلقاء النفايات في البيئة"، حسب قوله.
وتابع: "ما نعتقد أنه ممكن في المستقبل فهو محاولة إنشاء اقتصاد دائري، نحاول فيه أن نعيد تدوير البلاستيك بطرق أكثر فعالية وأكثر استدامة".
وأنهى جويل روثي حديثه قائلاً: "هذه الأنزيمات لن تحلَّ مشكلة التلوث البلاستيكي في البيئة، والنتائج التي توصلنا إليها لا يُمكن للناس استخدامها كعذر لإلقاء النفايات البلاستيكية في البيئة".