إيكونوميست": العرب وضعوا أنفسهم تحت ابتزاز الأسد
نداء بوست- متابعات
قالت مجلة “إيكونوميست”: إن العرب وبإعادتهم العلاقات مع النظام السوري وضعوا رقابهم تحت ابتزاز غير مسبوق ولا نهاية له، ذلك أن الأسد سيوقف تدفق الكبتاغون عن أصدقائه متى شاء، كما يمكنه بسهولة مطلقة إغراقهم به متى أراد دون المزيد من التنازلات.
وأضافت المجلة في تقرير مطول لها تعليقاً على عودة النظام إلى الجامعة العربية "إنه بعد 12 عاماً من الدم في سورية الأسد، تعود الأخيرة إلى البيت العربي، مع بشار الأسد أسوأ المجرمين في القرن الحادي والعشرين".
وتابعت: “لا أحد يستمتع بلقاءات الجامعة العربية باستثناء بشار الأسد، الديكتاتور السوري الذي سيفرح بالقمة العربية المقبلة منذ عام 2011، حيث علقت العضوية، عندما بدأ الأسد بقمع الانتفاضة التي انزلقت نحو حرب أهلية".
تضيف الصحيفة "أن الأسد لا تعنيه الجامعة المليئة بالنيام بل يعتبرها خطوة تجاه إعادة قبوله في الغرب".
وفي 7 أيار/ مايو وافقت الجامعة على إعادة مقعد سورية المعلق وقالت: إنها ستوجه دعوة إلى الأسد لحضور القمة المقبلة المقررة في السعودية في 19 أيار/مايو. ” وتبدو الدعوة من دكان ممل حافل بالديكتاتوريين. أما بالنسبة للأسد، فهو تتويج لجهود طويلة لإنهاء عزلته العربية وربما كان يأمل بأنها خطوة أخرى نحو الغرب”.
https://nedaa-post.com/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%af-%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a-%d9%84%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d9%84%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/
إعادة اللاجئين السوريين سبب رئيسي لـ "التطبيع"
وترى المجلة أن هناك عدة أسباب دفعتهم إلى التطبيع مع الأسد، الأول هو روح التقارب الأوسع، ففي آذار/مارس توصل السعوديون إلى تسوية مع إيران برعاية صينية. وقرر البلدان استئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات. وبعد سنوات من حروب الوكالة في سورية واليمن وأماكن أخرى، بات الطرفان راغبين في خفض التوتر وتعزيز موقفهما في الداخل. وتحاول تركيا ومصر اللتان تعيشان وسط أزمة اقتصادية إنهاء عقد من العداء. وأنهت دول الخليج خلافاتها وحصار قطر الذي لم يؤد إلى نتائج. ويحاول الأعداء القدماء حول المنطقة التظاهر بأنها عادت صديقة. وعندما يتعلق الموضوع بسورية، فإنها تريد أمراً أكثر جوهرية، فجيرانها يأملون بالتخلص من ملايين اللاجئين السوريين. نحو مليوني لاجئ في لبنان، البلد الذي لا يتجاوز عدد سكانه الـ 5 ملايين نسمة، وينظر إليهم كعبء وحُمّلوا ظلماً أسباب الانهيار الاقتصادي في البلد. وفي تركيا تحول المزاج إلى عدواني. وتعهد كمال كيليتشدار مرشح المعارضة في الانتخابات المقررة في 14 أيار/مايو الجاري بالتخلص من اللاجئين السوريين في عامين لو انتُخب.
https://nedaa-post.com/%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d8%b2%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%91-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86-%d9%88%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%aa%d8%a7%d8%ba%d9%88%d9%86%d8%9f/
أمريكا أعطت العرب "الضوء الأصفر"
من الناحية الرسمية تريد الولايات المتحدة بقاء الأسد منبوذاً، واتصل وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بنظيره الأردني في 4 أيار/مايو وكرر موقف الولايات المتحدة وأنها لا تعترف بالتطبيع. وتبنى الاتحاد الأوروبي موقفاً متشدداً مع أن دولاً في وسط وجنوب أوروبا تفضل استئناف العلاقات من أجل التخلص من المهاجرين السوريين لديها. وفي أحاديثهم الخاصة يقول الدبلوماسيون العرب إن أمريكا منحتهم “الضوء الأصفر” أي: حاولوا وتأكدوا من حصولكم على شيء.
وتلخص المجلة أزمة "كبتاغون الأسد" ويقدم المسؤولون الغربيون جدلاً واضحاً: لأن الأسد خلق المشكلة، فاستئناف العلاقات معه، هو بمثابة مكافأة له لإغراق المنطقة بالمخدرات. ويعترف القادة العرب بهذا التشخيص لكنهم يرون أن الوصفة لعلاج المرض غير صحيحة. فلو كان الأسد يستخدم المخدرات كورقة ضغط، فالحل هو العمل معه. ولكنهم يواجهون مزيداً من الابتزاز. فربما حد الأسد من تدفقه لكنه قد يعيده كلما أراد تنازلات منهم.