نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تقريراً تحدثت فيه عن عبور قافلة من الشاحنات -المحمّلة بالصهاريج تحمل الديزل الإيراني- الحدود من سورية إلى لبنان في ساعة مبكّرة من صباح الخميس، في شحنة نظمتها جماعة حزب الله المتشدّدة لتخفيف النقص الحادّ في الوقود في الدولة المنكوبة بالأزمة.
وقالت الوكالة: إن هذه الشحنات تنتهك العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران بعد أن انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب (أمريكا) من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية قبل ثلاث سنوات.
وفي التقرير الذي ترجمه فريق الترجمة في موقع "نداء بوست" قالت الوكالة إنه قد صوّر حزب الله وصول الوَقود على أنه انتصار، ويقول إنه تدخّل لتزويد الوقود من راعيته إيران، في حين عانت الحكومة التي تعاني من ضائقة مالية من نقص الوقود لأشهر سابقة.
هذا وقد صلت أول ناقلة نفط إيرانية إلى ميناء بانياس السوري يوم الأحد، وتمّ تفريغ الديزل في مخازن سورية ونقله براً في وقت لاحق إلى لبنان.
وقال أمين عامّ حزب الله حسن نصر الله في خطاب متلفز في وقت سابق هذا الأسبوع: إن الناقلة لم تفرّغ حمولتها مباشرة في لبنان لتجنّب إحراج السلطات اللبنانية والمجازفة بفرض عقوبات على لبنان.
وأضافت "أسوشيتدبرس" أنه لم يصدر تعليق فوري من مسؤولين لبنانيين أو أمريكيين على تسليم الوقود الإيراني الخميس.
وقد أطلق عليها تلفزيون المنار التابع لحزب الله اسم "قوافل شاحنات الصهاريج لكسر الحصار الأمريكي"، مضيفاً أن 20 صهريجاً تحمل 50 ألف لتر (13210 جوالين) عبرت الحدود يوم الخميس وكانت في طريقها إلى مدينة بعلبك شرقي لبنان حيث سيقوم حزب الله بالمباشرة بتوزيع الوقود.
وعن الأزمة الاقتصادية المدمّرة التي يعيشها لبنان, قالت الوكالة إن النقص الحادّ في الوقود تسبب في إصابة البلاد بالشلل، مما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي المعطّل أصلاً، الأمر الذي أوقف عمل المستشفيات والمخابز.
كما أن البلد يعاني من أزمة الحصول على البنزين، فعند الحاجة للحصول على البنزين يجب على الناس الانتظار لساعات في الطابور، ويُطلِق عليها اللبنانيون عادةً "طوابير الإذلال".
وقد عبرت الصهاريج من محافظة حمص وسط سورية إلى سهل البقاع اللبناني واستقبلها السكان الذين تجمّعوا على جانبَي الطريق الرئيسي.
وزينت أعلام حزب الله الصفراء واللافتات -التي تشيد بالجماعة المدعومة من إيران والرئيس السوري بشار الأسد- الشوارع.
يأتي وصول وقود الديزل الإيراني بعد نحو أسبوع من تشكيل حكومة جديدة أنهت الجمود الذي دام 13 شهراً.
ولم يعلّق رئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي على صفقة استيراد الوقود من إيران.
وقال نصر الله في وقت سابق من هذا الأسبوع: إنه سيتمّ التبرّع بالديزل لمدة شهر واحد للمؤسسات بما في ذلك المستشفيات العامة ودور رعاية المسنين ودور الأيتام ومحطّات المياه والصليب الأحمر اللبناني. وأضاف نصر الله أن هناك من سيحصل على الوقود بأسعار منخفضة من المستشفيات الخاصة ومصانع الأدوية والمخابز والتعاونيات التي تبيع المنتجات الغذائية.
وختمت الوكالة الأمريكية تقريرها بقول نصر الله: إن ثلاث ناقلات أخرى محمّلة بالديزل وواحدة تحمل البنزين ستصل في الأسابيع المقبلة.
المصدر: أسوشيتد برس
ترجمة: عبدالحميد فحام