"نداء بوست"- أسعد الأسعد- إدلب
تجلس وحيدة أمام غرفتها الصغيرة التي تقع وسط مخيم للنازحين السوريين قرب بلدة "سلقين" في أقصى الشمال الغربي لمحافظة إدلب.
اعتادت خالدية رحال على هذه الجلسة الوحيدة بعد أن سافر أولادها وانقطعت أخبارهم عنها، لتبقى وحيدة مع زوجها الأصم الأخرس المُقعَد لتواجه بقية عمرها وحيدة معه .
خالدية رحال امرأة سورية تبلغ من العمر 65 عاماً وتنحدر من مدينة "كفرنبل" جنوب محافظة إدلب، تعيش مع زوجها المُقعَد وسط ظروف معيشية قاسية.
وقالت خالدية في حديث لـ"نداء بوست": إن "زوجي لا يسمع ولا يرى ولا يستطيع التحرك، هو في هذه الحالة منذ أربعين عاماً، أعيش معه وحدي ضِمن غرفتنا هذه وسط المخيم، لدي ولدان اثنان أحدهما في لبنان لا أعرف عنه أي شيء منذ ثلاثة أعوام، والآخر ذهب إلى حدود الأردن ولم أسمع عنه أي خبر منذ خمسة أعوام".
كما أضافت خالدية: "أعاني من عدة أمراض منها السكري وضغط الدم، إضافة إلى أنني أواجه صعوبة في المشي والتنقل، بسبب إصابتي بمرض في الغضروف الموجود في قدمي".
وأوضحت في حديثها: "أمضي يومي منذ استيقاظي مع زوجي المقعد خصوصاً مع حالاته العصبية، فأعمل على تنظيفه وإطعامه، إضافة إلى أنني قمت بأخذه للمشفى، لكي يخضع لعملية جراحية كذلك أتابع حالته الصحية وأُعينه بمساعدته على تناول الدواء بانتظام".
تجدر الإشارة إلى أن آلاف العوائل في شمال غربي سورية يعانون من الواقع المعيشي السيئ بسبب نزوحهم إلى المخيمات وانعدام مقوّمات الحياة.