وصل وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة اللبناني "رمزي مشرفية" إلى العاصمة السورية دمشق، يوم أمس السبت، لإجراء مباحثات مع مسؤولين في النظام السوري حول ملف اللاجئين وإمكانية إعادتهم إلى بلادهم.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبناني أن الزيارة ستستمر ليومين، ومن المقرر أن يلتقي "مشرفية" خلالها وزراء الخارجية والداخلية والإدارة المحلية والبيئة والسياحة التابعين للنظام السوري.
وبحسب المصدر، فإن المباحثات ستتركز على ملف اللاجئين السوريين وخطة العودة التي أعدتها وزارة الشؤون وأقرتها الحكومة اللبنانية في تموز/ يوليو الماضي.
وفي منتصف شهر تموز/ يوليو العام الماضي، وافق مجلس الوزراء اللبناني على ورقة قدمها "مشرفية" تنص على "التمسك بعودة السوريين إلى بلادهم، وعدم ربط العودة بالعملية السياسية"، وكلفت الحكومة حينها "لجنة متابعة إعادة النازحين السوريين" بتنفيذ بنود الورقة.
وفور وصوله إلى دمشق عقد "مشرفية" إجتماعاً مع وزير الإدارة المحلية والبيئة التابع للنظام "حسين مخلوف"، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "سانا".
وقال "مشرفية" في تصريح صحفي إن "الزيارات مستمرة حتى تأمين عودة اللاجئين السوريين"، معتبراً أن "الأمن والاستقرار عاد إلى الكثير من الأراضي السورية، وأن النظام قدم تسهيلات شجعت الكثير على العودة".
وبين الحين والآخر تعلن المديرية العامة للأمن اللبناني عن تنظيم رحلات "عودة طوعية" إلى سوريا بالتنسيق مع النظام، وبالرغم من ذلك إلا أن الأرقام المعلن عنها لا تتناسب مع عدد اللاجئين السوريين في لبنان الذي لا يقل عن مليون لاجئ، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة.
وانتقد المحامي اللبناني "نبيل الحلبي" عمليات ترحيل السوريين التي تقوم بها السلطات اللبنانية بالتعاون مع النظام السوري تحت مسمى "العودة الطوعية"، مؤكداً أن "جميع المهام التي تقوم بها السلطات "مشبوهة" وتأتي من باب التنسيق الأمني مع النظام وإن لم يحصل بعضها عنوة إلا أنها تخفي إكراهاً مستتراً".
وشدد في حديث لموقع "نداء بوست" على أن "حجم الضغوطات والحصار الأمني والقيود المصطنعة التي وضعتها السلطات اللبنانية على اللاجئ السوري وتخييره بين مطرقة الحياة الجحيمية في لبنان ومثيلتها في سوريا، دفعته في آخر المطاف إلى اختيار موطنه".
وأشار "الحلبي" إلى أن النظام السوري رفض بعض القوائم التي قدمتها السلطات اللبنانية وتحمل أسماء لاجئين ستتم إعادتهم لوجود رغبة لديه ولدى إيران بإبقاء الوضع الديمغرافي بعد التهجير على ما هو عليه، خاصة في المناطق التي حصل فيها توطين لعائلات شيعية من خارج سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن معظم اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون ظروفاً معيشية صعبة، زادت جائحة "كورونا" من حدتها، إلى جانب التصريحات العنصرية التي يطلقها مسؤولوا البلاد ضدهم وتحميلهم سبب جميع أزمات البلاد، والتي صدرت آخرها عن نائب الأمين العام لـ"حزب الله".