نداء بوست-قسم المتابعة والتحقيقات-أحمد العكلة
مرت أيام عديدة على استعادة الجيش الأوكراني لمدينة خيرسون الإستراتيجية من قوات الجيش الروسي وحلفائه الشيشان بعد معارك استمرت عدة أسابيع قتل فيها المئات من الروس وأصيب الآلاف.
استقبل سكان المدينة قوات جيش بلادهم بالأهازيج ودموع الفرح بعد طرد الروس منها وما هو نافى رواية المسؤولين الروس حول قبول السكان بسيطرتهم على هذه المدن.
قبل أشهر أصدر بوتين قراراً بضم عدة مقاطعات أوكرانية إلى بلاده ومن بينها كانت خيرسون الذي ظن أن قواته سوف تحافظ عليها للأبد إلا أن الأرض كان لها موقف أخر حيث أن جيش بلاده إنهار أمام ضربات الجيش الأوكراني.
تحدي أوكراني لروسيا
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، زار مدينة خيرسون جنوب البلاد، بعد أيام على انسحاب القوات الروسية منها.
ونشرت وكالة “أوكرين فورم” المحلية على موقعها الإلكتروني، صوراً للرئيس زيلينسكي وهو يتجول في شوارع المدينة برفقة عدد من الجنود.
وتظهر الصور زيلينسكي وهو يلقي التحية على عدد من المواطنين تجمعوا لاستقباله في أحد شوارع المدينة.
واتهم زيلينسكي روسيا بارتكاب “مئات من جرائم الحرب” في خيرسون جنوبي البلاد، قائلاً: إنّ “المحققين وثقوا أكثر من 400 جريمة حرب روسية، وعثروا على جثث مدنيين وعسكريين، وأن الجيش الروسي ترك وراءه نفس الفظائع التي حدثت في مناطق أخرى من بلدنا”.
انتكاسة عسكرية روسية
الخبير في الشؤون العسكرية العميد محمد الخالد أكد أن “سقوط خيرسون يعد أكبر انتكاسة عسكرية لروسيا خلال الحرب لأن مشهد انسحاب الجنود الروس المذل إلى نهر دينبرو والضربات التي تعرضوا لها يؤكد أن خساراتهم كانت كبيرة حتى قرروا الانسحاب على البقاء”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أن “سقوط ليمار شكل تحولاً في مسار الحرب حيث كانت خط الدفاع الأول للجيش الروسي كذلك كان لراجمات هيمارس دور كبير في استهداف الأمدادات الروسية ما أدى إلى تدمير مئات الآليات وتعثر طرق الإمداد للمنطقة”.
في السياق ذاته شدّد الكرملين، على أن خيرسون لا تزال جزءاً من روسيا، وذلك بعد زيارة الرئيس الأوكراني لها.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، عن تلك الزيارة: “نترك الأمر من دون تعليق”، لكنه أضاف: “تعلمون أن تلك المنطقة جزء من روسيا الاتحادية”.
وشبه زيلينسكي استعادة مدينة “خيرسون” بإنزال الحلفاء في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، قائلاً: إن كليهما كان بمثابة نقطة تحول على طريق النصر في نهاية المطاف.
ووصف “زيلينسكي”، في كلمته أمام قمة مجموعة العشرين في “بالي” بإندونيسيا عبر رابط فيديو، استعادة أوكرانيا السيطرة على “خيرسون” بأنها “تذكير بالعديد من معارك الماضي، والتي أصبحت نقاط تحول في حروب الماضي”، حسب وكالة “أسوشيتد برس”
مضيفاً “إنها مثل يوم الإنزال هبوط الحلفاء في نورماندي. لم تكن النقطة الفاصلة في الحرب ضد الشر، لكنها حددت بالفعل مجمل مسار الأحداث. هذا هو بالضبط ما نشعر به الآن”
وتشكل خيرسون مع دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا، الأقاليم الأربعة التي أعلن الكرملين أواخر سبتمبر الماضي ضمها، كذلك، يحمل موقعها الجغرافي أهمية خاصة، إذ يقع الإقليم على حدود منطقتي “دنيبرو بيتروفسك ونيكولاييف”، وله حدود برية مع القرم جنوباً، فيما يطل على البحر الأسود في الجنوب الغربي، وفي الجنوب الشرقي على بحر آزوف.
سقوط خيرسون قد يتبعه سقوط مناطق أخرى
أكد د. محمود الحمزة وهو أكاديمي وناشط سياسي أن “سقوط مدينة خيرسون يُعتبر تراجع كبير في الموقف العسكري الروسي في أوكرانيا هناك معارك دائمة في منطقة دونتيسك قد يفتح الانسحاب من مدينة خيرسون لبدء عمليات عسكرية جديدة باتجاه الجنوب”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أن “انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون كان مفاجئة هائلة جداً لمواليين القوات الروسية هم أكثر من تعجب وأكثر من أستغرب فكيف يتخلون عن مدينة مثل خيرسون بعد أن تم ضمها لروسيا ويُعتقد بأن الموضوع مُرتبط في بعض التفاهمات السياسية الروسية الأمريكية”.
ولفت في حديثه أن “انسحاب القوات الروسية ليس بسبب الضغط العسكري ولم يمكن هناك معركة أجبرت القوات الروسية على الانسحاب وبعد دارسة تبين لهم أن ليس لصالحهم البقاء في هذه المدينة فانسحبوا إلى الضفة الشرقية لنهر دينبرو”.
وأشار أن “أمريكا صرحت أن هناك اتصالات أمريكية روسية والاتفاق على عدم إستخدام الأسلحة التكتيكية و الجيش الأوكراني أثبت أنه مهيء بشكل جيد ومسلح ومدرب، أما الجيش الروسي بحاجة إلى إعادة تأهيل للمتطوعين الجدد”.
يشار إلى أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتبرغ، اعتبر أن الأشهر المقبلة “ستكون صعبة” بالنسبة لأوكرانيا وأن القدرة العسكرية الروسية لا يجب أن يُستهان بها.