نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
أوضحت مصادر خاصة لـ “نداء بوست”، حقيقة الأنباء التي تم تداولها مؤخراً بخصوص انسحاب الشرطة العسكرية الروسية من محافظة درعا، بهدف التوجه نحو أوكرانيا.
ونفى مصدر خاص في “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا الأنباء التي تحدثت عن عمليات انسحاب أجرتها القوات الروسية من بعض المناطق في محافظة درعا.
وأكد المصدر أن القوات الروسية لا تزال متواجدة في مدينة درعا ومدينة “إزرع” بريف درعا الأوسط، وبعض المناطق في الريف الغربي للمحافظة.
وأضاف المصدر أن القوات الروسية لم تنسحب من مناطق درعا بل خفضت أعداد عناصرها في بعض المناطق، وأعادت تموضعها في مناطق أخرى.
ونوه المصدر إلى أن الشرطة الروسية قد نظمت دوريات عسكرية قامت بجولة ضمن منطقة حوض اليرموك وعلى طول الشريط الحدودي بين سورية والأردن في 19 من أيار/ مايو الجاري بقيادة ضباط روس، وبرفقة رئيس جهاز الأمن العسكري في درعا العميد لؤي العلي.
وشملت الجولة بلدات كويا وبيت آرة ومعربة والقصير وعابدين، وفقاً للمصدر.
وجاءت تلك الدوريات بعد يوم واحد على تصريحات ملك الأردن بخصوص ازدياد الخطر الإيراني على حدود بلاده، وهي دوريات اعتيادية يكررها النظام السوري وروسيا لطمأنة عمان حول غياب التواجد الإيراني بالقرب من الحدود.
وكان العاهل الأردني قد صرح في 18 من الشهر الحالي أن هناك تصعيد محتمل على الحدود مع سورية، وأن إيران عن طريق وكلائها ستملأ الفراغ الروسي في جنوبي سورية.
وحول فرضية انسحاب القوات الروسية من سورية، يقول الباحث في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان: إنه من المحتمل أن تستخدم روسيا موضوع سحب قواتها من سورية للضغط السياسي أكثر من الحاجة الفعلية إلى هذه القوات في معاركها في أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا لا يعني أن روسيا لم تقم بسحب جزء من القوات في سورية
كما تشير التقارير إلى تجنيد روسيا لعدد كبير من قوات النظام السوري أو الميليشيات العراقية واللبنانية، وإعادة تجنيد الموالين للنظام الذين قاتلوا سابقاً مع شركة “فاغنر” الأمنية الروسية في ليبيا، وإلى الاعتماد على الضباط وصف الضباط الروس الذين شاركوا في المعارك في سورية وأصبحت لديهم خبرات قتالية كبيرة، ومنهم ضباط الاختصاصات والصنوف الذين تسحبهم روسيا من قواعدها في سورية إلى أوكرانيا ويحل مكانهم ضباط من الجيش الروسي أقل خبرة.
وأشار علوان في حديث لـ “نداء بوست” إلى أن روسيا بعد الحرب على أوكرانيا تستخدم إعادة تموضعها في سورية في تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، ومن ذلك انسحابها المؤكد من بعض مواقعها في جنوبي سورية وتخفيف نشاطها في المنطقة الشرقية، وفي محيط إدلب واستبدال قواتها هناك من الاستخبارات أو الشرطة العسكرية أو حتى مقاتلي فاغنر بقوات محلية تابعة لها على رأسها “لواء القدس” الذي تعتمد عليه روسيا في دير الزور و”الدفاع الوطني” التي يقودها نابل العبد الله التي بدأت تنتشر بشكل أكبر جنوب إدلب وفي حمص.
في المقابل تشير المعلومات إلى حرص روسيا على وجودها في مطار القامشلي شمال شرقي سورية، وفي جميع مواقعها في الساحل السوري وخاصة قاعدة حميميم وميناء طرطوس وأجزاء من ميناء اللاذقية.