نداء بوست- أخبار سورية- بغداد
أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في سورية والعراق، التصدي لهجوم بطائرات مسيرة استهدفت قواته المتمركزة في قاعدة التنف الواقعة على الحدود السورية العراقية.
وقال التحالف في بيان: إن “قوات عملية العزم الصلب بالتنسيق مع شركائنا في جيش مغاوير الثورة، ردت على هجوم شنته عدة مركبات جوية بدون طيار في محيط ثكنة التنف في حوالي الساعة 6:30 من صباح اليوم الإثنين”.
وأضاف: “استطاعت قوات التحالف اعتراض إحدى هذه المركبات الجوية بدون طيار ومنع تأثيرها، كما تم تفجير مركبة جوية أخرى بدون طيار داخل مجمع قوات جيش مغاوير الثورة، ولم تقع أي إصابات أو أضرار مذكورة، ولم تنجح المحاولات الأخرى لهجمات المركبات بدون طيار أحادية الاتجاه”.
من جانبه، أدان قائد قوة المهامّ المشتركة في عملية العزم الصلب، اللواء جون برينان، “هذا العمل العدائي”، داعياً إلى “وضع حد لهذه الهجمات المتكررة”، وفقاً للبيان.
وأكد برينان أن “مثل هذه الهجمات تعرض أرواح المدنيين السوريين الأبرياء للخطر وتقوض الجهود الكبيرة التي تبذلها قواتنا الشريكة للحفاظ على الهزيمة الدائمة لداعش”.
كذلك أشار إلى أن التحالف الدولي يحتفظ بالحق في الدفاع عن النفس، مضيفاً: “سنتخذ الإجراءات المناسبة لحماية قواتنا”.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، تعرضت قاعدة التنف لهجوم جوي أكد عسكريون أمريكيون وقوف القوات الروسية خلفه.
وحينها نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن عسكريين أمريكيين قولهم: إن “القوات الروسية نفذت عمليات ضد التحالف الدولي في سورية، ومنها استهداف مقاتلتين من طراز سوخوي موقعاً في قاعدة التنف الأسبوع الجاري”.
وأضافت المصادر أن روسيا أخطرت الولايات المتحدة قبل القصف بأنها سترد على هجوم مزعوم ضد قوات النظام السوري، وبحسب هذه المصادر، فإن هجمات روسيا أثارت قلق واشنطن من أن تؤدي لمواجهة أمريكية روسية في سورية.
عقب ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مسؤوليتها عن قصف قاعدة التحالف، وزعمت الوزارة في بيان أن القوات السورية المتواجدة في قاعدة التنف (في إشارة إلى جيش مغاوير الثورة)، تلقت تدريبات على يد تنظيم “داعش”، و”تنفذ هجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية في سورية”.
وأضافت: “قامت إحدى هذه المجموعات، التي دربها مختصون من القوات الخاصة الأمريكية في معسكر تدريب في منطقة التنف، باختراق الصحراء السورية سراً وخططت لهجمات إرهابية على منشآت صناعة النفط في المنطقة”.
وتابعت: “ظهرت هذه المجموعات لأول مرة في 20 حزيران/ يونيو، وهي تطلق النار على حافلة مدنية على حدود محافظتَي الرقة ودير الزور. حيث لقي 14 شخصاً مصرعهم وأصيب 5 آخرون”.
وفي 20 حزيران/ يونيو الحالي، أعلنت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” مصرع 14 عسكرياً من قوات الأسد والميليشيات التابعة لها، إثر هجوم على حافلة كانت تقلّهم في منطقة جبل البشري بريف الرقة، وأعلن تنظيم “داعش” فيما بعدُ مسؤوليتَهُ عن الهجوم.
وفي هذا السياق، ذكرت شبكة “سي إن إن” أن روسيا حذرت الجيش الأمريكي في وقت سابق، من أنها ستشنّ غارات جوية ضد مقاتلين محليين مدعومين من الولايات المتحدة في التنف.
ويبدو أن الضربات الجوية الروسية محسوبة للغاية، حيث جاءت في وقت تتصاعد به التوترات بين واشنطن وموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويحاول البنتاغون ضمان عدم تصاعُد التوترات مع القوات الروسية، بما في ذلك في سورية، حيث عمل الجانبان على مقربة من بعضهما البعض لعدة سنوات.
ويشير التقييم الأولي إلى أنه من المحتمل أن تكون القوات الروسية قد تلقت أوامر بإخطار الولايات المتحدة في وقت مبكر وشن الضربات الجوية مع العلم أنها لن تضرب القوات الأمريكية وأن الأمريكيين سيحذرون حلفاءهم.
في المقابل، يعتقد مسؤولون آخرون في البنتاغون أن الروس على الأرجح قد حققوا هدفهم المتمثل في “إرسال رسالة” إلى الولايات المتحدة مفادها أنه بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام.
وجاء الإخطار الروسي من خلال آلية عدم الاحتكاك المعمول بها مع الولايات المتحدة في سورية منذ عدة سنوات، حيث يقوم كل جانب بإخطار الآخر بالعمليات العسكرية والتحركات التي قد تؤدي إلى سُوء تقدير إذا لم يكن كل جانب على علم بأنشطة الطرف الآخر.
وبحسب “سي إن إن” فإن وجهة النظر الأمريكية هي أن الروس كانوا يقللون من مخاطر حدوث أزمة، خاصة أن الولايات المتحدة ستبلغ المقاتلين المحليين بالهجوم قبل وقوعه.
وعن طبيعة الهجوم الذي تذرعت روسيا به لشنّ الغارات على قاعدة التنف، قال عسكريون أمريكيون: إن الروس زعموا أن “مغاوير الثورة” نفذوا هجوماً بقنبلة زُرعت على جانب الطريق ضد القوات الروسية.
وتعتقد الولايات المتحدة أن ذلك لم يحدث، واستخدمه الروس ببساطة كسبب لشنّ غارات جوية، وفقاً للمصدر.
وتأسست قاعدة التنف عام 2016، بريف حمص الشرقي على المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، وتتمركز فيها قوات أمريكية وقوات من التحالف وفصيل “جيش مغاوير الثورة”، حيث تم إنشاؤُها في إطار عملية “العزم الصلب” ضد تنظيم “داعش”.