سلطت صحيفة ”هآرتس” العبرية الضوء على الأوضاع في منطقة الجنوب السوري، كالاحتجاجات التي تشهدها محافظتَا درعا والسويداء، ومحاولات إيران المستمرة للتموضع في المنطقة، وكذلك عمليات تهريب المخدرات المتكررة نحو الأردن.
وبدأت الصحيفة تقريرها الذي نشرته يوم أمس الجمعة بالحديث عن محافظة السويداء، والموقف الحيادي الذي اتخذته منذ بداية الثورة السورية عام 2011، وعدم انخراط أبناء المنطقة ضمن المعارضة وكذلك رفضهم الالتحاق بقوات النظام السوري.
وعلى الرغم من ذلك، تقول الصحيفة: إن السويداء ودرعا مهد الثورة لم تهدأ تماماً، وبين الحين والآخر، تندلع مظاهرات مناهضة للنظام، تؤدي بعضها إلى اشتباكات، كتلك التي جرت الشهر الماضي في السويداء.
وأشارت الصحيفة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وإسرائيل في أيار/ مايو عام 2018، ونص على تولي موسكو مسؤولية إبعاد الميليشيات الإيرانية لنحو 85 كيلومتراً على الأقل شرق الحدود مع إسرائيل، ونشر قوات النظام السوري بدلاً منها.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الوعد الروسي ظل حبراً على ورق، حيث تم تحريك مواقع حزب الله شرقاً، ولكن ليس للمسافة التي طلبتها إسرائيل، وتمركزت قوات إضافية تابعة للحزب وميليشيات موالية لإيران في المناطق القريبة من السويداء ودرعا.
ووفقاً للصحيفة فإن هناك أنباء عن تخطيط إيران لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة تتركز فيها قواتها في الجنوب، بدلاً من أن تتشتت في مواقع منفردة هنا وهناك.
ونقلت عن مصادر محلية زعمها وصول قوات مدججة بأسلحة ثقيلة وصواريخ قصيرة المدى إلى هذه القاعدة، بينما اِرتَدَى عناصر الميليشيات الموالية لإيران ملابس مدنية لإخفاء انتمائهم العسكري.
ولفتت الصحيفة إلى أن وجود إيران في الجنوب السوري لا يُقلق إسرائيل فقط بل الأردن أيضاً، حيث أنشأت الميليشيات الإيرانية بالاشتراك مع قوات النظام السوري، معامل في المنطقة لتصنيع مادة الكبتاغون المخدرة، ما يؤكد نواياها بتحويل الأردن إلى بلد عبور للمخدرات نحو دول الخليج.
وفي هذا الإطار، أعربت الأردن عن قلقها من هذه الخطوة للولايات المتحدة، وناشدت روسيا لإيجاد حل.
وكشفت الصحيفة أن روسيا طلبت من يحيى الحجار قائد حركة رجال الكرامة تجنيد 1500 مقاتل للحد من تهريب المخدرات في المنطقة، إلا أن الحجار رفض ذلك، عملاً بمبدأ الحياد الذي اعتمدته المحافظة.
وعلى الرغم من رفض الحجار للطلب الروسي، إلا أن ذلك لا يمنع المجموعات المحلية في السويداء من مكافحة تهريب المخدرات، وفقاً للصحيفة.
وتضيف الصحيفة: ”في ظل الاختلافات في وجهات النظر بين القوات المحلية في السويداء من جهة، والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية من جهة ثانية، فإن تحول كل ذلك إلى مواجهة عنيفة قد تصبح فيما بعد حرباً إقليمية صغيرة، ليس سوى مسألة وقت”.
ومضت بالقول: ”إسرائيل في الوقت الحالي غير معنية بهذا كله، لكن إطلاق صاروخ عرضي باتجاه أراضيها أو أي استفزاز من نوع آخر سيكون كافياً لجرها لهذا الصراع وربما حتى تبادل الضربات مع أحد الطرفين”.