نداء بوست -أخبار سورية- دمشق
كشف مسؤول في حركة “حماس” الفلسطينية، أن النظام السوري رحب بخطوة إعادة العلاقات مع الحركة لكنه رفض عودة قادتها إلى دمشق.
ونقل موقع “المونيتور” عن القيادي تأكيده أن قرار استئناف العلاقات مع النظام السوري جاء بالإجماع داخل القيادة السياسية والعسكرية ومجلس الشورى، بعد شهور من المناقشات الداخلية.
وبحسب الموقع فإن العلاقات بين “حماس” والنظام لن تعود إلى ما كانت عليه قبل 2011، موضحاً أن النظام يبدو غير مستعدّ للتسامح مع قيادة الحركة على مواقفها من الأزمة السورية.
ولفت الموقع إلى أن أوساطاً مقربة من “حماس”، بينهم عيسى الجعبري، انتقدت عَبْر مواقع التواصل الاجتماعي، التقارب مع النظام السوري، كما هاجمت صحف مقربة من الأخير، الحركة، من بينها صحيفة “الوطن”، التي وصفت “حماس” بأنها “أصبحت ورقة تستخدم في تسجيل النقاط السياسية”، وأنها “مجرد منظمة يجب معاملتها على هذا النحو”.
بدورها، نشرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام مقالاً تتحدث فيه عن موقف النظام السوري، من إعلان حركة حماس إعادة علاقاتها مع الأسد، وكيف ينظر الأخير إلى الأخبار المتداولة مؤخراً حول احتمال حصول تقارُب بين دمشق وأنقرة، وهل يساهم هذا التقارُب في عودة حركة الإخوان المسلمين إلى سورية؟
وحول موقف النظام السوري من إعلان حماس تطبيع علاقاتها معه، زعمت صحيفة “الوطن”، أن الأسد ليس بوارد الرفض أو القبول، وبأن حماس ليست دولة ليتم تبادُل سفراء معها، وإنما هي مجرد تنظيم يجب النظر إليها من هذا الباب لا أكثر، وإن “قرر أحدهم في هذا التنظيم زيارة سورية فأبواب سورية مفتوحة لكل مَن يقدم نفسه كمقاوم، وليسَ مَن يتاجر بملف المقاومة”، حسب وصفها.
وشبّهت “الوطن” موقف الأسد من حماس، كموقف مصر التي تتعاطى مع تلك الحركة على مستوى الأجهزة الأمنية لا أكثر، ومن هذا المنطلق ترى صحيفة “الوطن” أن “على حماس الكفّ عن إصدار البيانات حول قرارها بعودة العلاقة مع سورية، لكثرةِ ما يوجد متحدثون باسم حماس”.
وزعمت صحيفة “الوطن” في مقالها، أن حماس ما كانت لتتخذ قراراً بإعادة علاقاتها مع الأسد، إلا بعد أن لمست أن تركيا وقطر بدأتا تفكران بتغيير موقفهما من الأسد، ولو بقيت أنقرة والدوحة على موقفهما السابق من النظام السوري، لرأينا عَلَم الثورة السورية يحلق من جديد فوق رأس خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس”، وَفْق رأيها.
وفي المقال ذاته، ذكرت “الوطن”، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدأ يتحدث صراحةً عن رغبتهِ بلقاء بشار الأسد، وفي هذا الإطار ترى الصحيفة، أن النظام السوري يسير في قبول المصالحة مع تركيا بالكثير من الحذر المشروط بحدوث تقدُّم ملموس على الأرض، وهذا التقدُّم هو الذي يُحدِّد عملياً تطوُّر هذه العلاقة أو تطوُّر مستوى اللقاء القادم بين دمشق وأنقرة، شريطة تقديم الأخيرة المزيد من التراجعات”.
وترى الصحيفة أن ما يريده الأسد من تركيا، ليس طرد الائتلاف المعارض من أراضيها، وإنما أن تتخلى أنقرة عن دعم فصائل المعارضة في الشمال السوري.
وختمت الصحيفة مقالها بالإشارة، إلى أن “تراجُع تركيا وقطر وحماس عن مواقفها من النظام السوري، يقف خلفه تراجُعات أمريكية ستصل حتماً إلى مكانٍ ما”، على حدّ زعمها، مؤكدةً أن الأسد لن يقبل بعودة حركة الإخوان المسلمين إلى سورية، أو أن تكون جزءاً من الحل في سورية.