"نداء بوست" -مجدي الحلبي- القدس
شخصية أمنية رفيعة المستوى زارت السعودية الأسبوع الماضي، قادمة من إسرائيل، يقول مصدر دبلوماسي رفيع إن اللقاءات التي عقدتها مع المسؤولين السعوديين تمحورت في موضوع لبنان وسورية، وتم التشاور حول الموقف الخليجي من النظام السوري من جهة، وضرورة مساعدة الشعب السوري داخل وخارج أراضيه.
هذا وكان المسؤول الأمني التقى عدداً من الشخصيات الأمنية من منطقة الشرق الأوسط، وبحث معهم في مُجمل الأوضاع بالمنطقة، وضرورة التنسيق فيما بين الدول، خاصة مع التشاؤم السائد في أروقة البيت الأبيض بما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وضرورة التحضير ربما لوضع جديد في المنطقة ستقوم به إيران من تصعيد عملها العسكري، والتخريبي في عدد من دول الخليج اِنطلاقاً من لبنان وسورية والعراق واليمن، وقد تكون غزة ملعباً جديداً ضد مصر بحسب ما قال المصدر الدبلوماسي.
وبعد أيام من زيارة هذا المسؤول الأمني، قامت المملكة العربية السعودية، بوضع مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله على لائحة التنظيمات الإرهابية، وذلك بالتزامن مع إدراجِ الولايات المتحدة النائب جميل السيد المقرب من حزب الله، ورجلي الأعمال داني خوري المقرب من جبران باسيل، وجهاد العرب المقرب من سعد الحريري، على لوائح العقوبات الأمريكية متهمة إياهم بعرقلة عمل الدولة، واختلاس مئات الملايين عبر شخصيات نافذة في الدولة اللبنانية.
اللافت أن التطورات الأخيرة فيما يتعلق بأزمة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتصريحات ضد الإمارات والسعودية فإن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت بطرد السفراء اللبنانيين من أراضيها، وقد أعلنت السعودية وقف كل العلاقات، والاستيراد من لبنان، وحذت حذوها باقي الدول ويأتي ذلك في إطار عزل لبنان الذي أصبح ولاية إيرانية في المنطقة، حسب قول المصدر والذي لا يزال يطلب المساعدة من الدول العربية.
هذا وترى السعودية ودول الخليج أن حكومة نجيب ميقاتي، هي حكومة حزب الله والنظام السوري بأمر من إيران، لذلك اتخذت دول الخليج قراراً بعزل لبنان، عجلت به تصريحات وزير الإعلام "القشة التي قصمت ظهر الجمل".
ويضيف المصدر أن ما يجري الآن من مقاطعة، وتخبط لبناني يدل على أن السعودية لا زالت اللاعب الأساسي، والأكثر تأثيراً على الدولة اللبنانية في مواجهة إيران، وذراعها الأساسي بالمنطقة منظمة حزب الله التي تجاهر بالعداء لدول الخليج، وتهددهم صباح مساء بضرب مصالحهم، وتدعم حوثي اليمن الذي يطلق الصواريخ، والمسيرات تجاه السعودية، ليس بالتصريحات فقط بل بدعم ميداني وتقديم الخبرات والمعدات لضرب السعودية.
ولا يمكن أيضاً بأي حال فصل الهجوم الإسرائيلي الأخير على مواقع للكتيبة "٩٤" التابعة لجيش نظام الأسد قرب دمشق، وذلك لتدمير أجهزة تحكم ومراقبة ومنظومة دفاع جوي إيرانية الصنع، كما تحدثت بعض المصادر عن وقوع ضحايا من السوريين وغير السوريين في هذه الضربات، والتي نفذت بصواريخ "أرض جو" إسرائيلية.